كيف تدعم نجاح شركتك عبر فهم أساليب العمل؟

كيف تدعم نجاح شركتك عبر فهم أساليب العمل؟

كل موظف يجلب إلى المؤسسة خلاصة خبراته ورؤيته وسماته الشخصية، ويظهر ذلك في كيفية تعامله مع مسؤوليات العمل. تحتاج الشركات إلى تبني مجموعة متنوعة من هذه الفلسفات لتحقيق أقصى استفادة من إمكانيات كل فريق، لذلك يجب أن يتلقى المديرين التدريب المناسب الذي يؤهلهم لإدارة مجموعة متنوعة من الموظفين بأساليب عمل مختلفة، لأن فهم أساليب العمل وتعلم كيفية الاستفادة من نقاط القوة لكل منها والعمل على تحسين نقاط ضعفها يفتح أمام الشركات عالم من المفاهيم والأفكار والإمكانيات الجديدة والمثيرة.

كيف تدعم نجاح شركتك عبر فهم أساليب العمل

كيف تدعم نجاح شركتك عبر فهم أساليب العمل

تعريف أساليب العمل

يمكن تعريف أساليب العمل ببساطة بأنها توجهات مختلفة لأداء العمل. كل موظف يجلب إلى الشركة سماته الشخصية المختلفة، التي تحدد طريقته في التعامل مع المسؤوليات المهنية.

توجد أربعة أساليب عمل تكمل بعضها بعضاً، لتعزيز التواصل والابتكار في الشركة.

إذا رغب الموظفون في اكتشاف أنفسهم ومعرفة المزيد حول خصائص أسلوب العمل الذي يتبعونه، عليهم تحليل الجوانب التالية في طريقتهم في التعامل مع مهام العمل:

  • القيم الشخصية
  • أساليب التواصل
  • القدرة على التكيف والمرونة
  • الاستقلالية
  • الأدوار المفضلة
  • كيف تتشكل الأفكار داخل عقولهم
  • ما أنواع المعلومات التي يستخدمونها بشكل أفضل
  • السمات العامة لشخصياتهم

استثمار بعض الوقت في التأمل الذاتي يساعد كلاً من الموظفين والمديرين على حدٍ سواء في تعلُّم كيفية التعامل مع أنماط مختلفة من الموظفين، حيث يؤدي الوعي الذاتي وفهم أساليب العمل إلى بناء بيئة عمل أكثر تماسكاً وقوة.

ما سبب أهمية أساليب العمل؟

تستفيد الشركات من تعيين موظفين يطبقون أساليب عمل مختلفة لأن ذلك يفتح المجال أمامها لحل المشكلات بطريقة مبتكرة وأكثر كفاءة وفعالية. والإلمام بأهمية أساليب العمل يدعم نجاح فرق العمل، فيتطور هذا النجاح إلى تقدم الشركة بأكملها للأمام. ضم موظفين ينتهجون أساليب عمل وتواصل مختلفة يمنح الشركة قدراً أكبر من الإبداع والأفكار ومزيداً من التطوير والحلول.

قد يحتاج بعض المديرين إلى عقد جلسة تطوير مهني يُطلب فيها من الموظفين إجراء تقييمات تهدف إلى مساعدتهم على اكتشاف أساليبهم في العمل. فمن المحتمل أن يظن الموظف أنه يتعامل مع مسؤولياته بأسلوب واحد، إلا أن إجاباته تكشف عن عقلية مختلفة تماماً. إن الحصول على إجابات شافية من خلال التقييمات أو ورش العمل في بعض الأحيان من شأنه أن يساعد المديرين على اتخاذ قرارات مستنيرة حول كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من إمكانيات العاملين لديهم.

كذلك يستفيد المديرون من فهم أسلوب عمل الفريق عند تعيين موظفين جدد. حيث يمكنهم وضع أولويات تعيين الموظفين المحتملين من خلال تحديد أساليب العمل التي تفتقر إليها فرق عمل الشركة، مما يضمن تحقيق توازن أفضل وضم وجهات نظر أكثر تنوعاً إلى المؤسسة.

أربعة أساليب عمل شائعة

تبدأ معرفة أدق التفاصيل المتعلقة بكيفية إدارة أساليب العمل المختلفة بالتعمق في التوجهات المختلفة في العمل وما يترتب عليها. توجد أربعة أنواع من أساليب العمل، يساهم كل منها في تقدم الفريق. يُفضَّل أن يتعلم المديرون كيفية التعامل مع أنواع مختلفة من الموظفين وإدارة المشروعات والموظفين لتحقيق أفضل النتائج.

فيما يلي أساليب العمل الرئيسية:

الأسلوب المتمحور حول الأفكار

الموظفون الذين يتبعون هذا الأسلوب يركزون تفكيرهم على ابتكار أفكار جديدة، ويتعاملون مع المهام المُسندة إليهم من منظور شامل ويستمتعون بخوض المخاطر في سبيل الابتكار. ستيف جوبز من أشهر النماذج على الأسلوب المتمحور حول الأفكار.

يتفوق أصحاب هذا الأسلوب في تصور الاحتمالات ولا يرتبكون عند ظهور أي مشكلة في مفاهيمهم، بل ينظرون إلى التحديات على أنها فرص لمواصلة التقدم وتجربة أفكار جديدة حتى يتوصلوا إلى أفضل حل.

يوجه الموظفون المهتمون بالأفكار أغلب تركيزهم على الصورة الشاملة مما يعرضهم أحياناً إلى إغفال بعض التفاصيل والمشكلات المحتملة عند تنفيذ مفاهيمهم، كما أنهم يميلون إلى قلة التواصل مع زملائهم في الفريق لأن تركيزهم ينصب بصفة خاصة على رؤيتهم.

أفضل طريقة أن تعمل على تشجيع الموظفين المهتمين بالأفكار على تبادل الأفكار والإبداع، لأنهم يقدمون أفضل ما لديهم عندما تُتاح لهم الفرصة لاستكشاف الأفكار ويكرهون العمل في ظل إدارة تفصيلية ويحتاجون إلى التشجيع للتعاون مع أقرانهم والتواصل معهم لمساعدتهم في التركيز على التفاصيل الدقيقة التي تندرج تحت المشهد العام لأفكارهم المُبتكرة.

الأسلوب المتمحور حول التفاصيل

يتناقض الأسلوب المتمحور حول التفاصيل مع الأسلوب المتمحور حول الأفكار في العديد من الجوانب، حيث يتلقى أصحاب هذا الأسلوب المفاهيم التي ساهم بها أقرانهم الذين يركزون على الصورة الشاملة ثم يقسمونها إلى مهام أصغر يمكن التعامل معها بسهولة. ويعد محررو المخطوطات والصحف مثالاً رائعاً على الاهتمام بالتفاصيل، حيث تتطلب وظائفهم مراجعة الكتابات مراراً وتكراراً للتحقق من صحة المعلومات وتصحيح قواعد النحو والصرف للوصول إلى أوضح أساليب التعبير.

تساعد مهارات التنظيم لدى الموظفين المهتمين بالتفاصيل في دفع الفريق لمواصلة التقدم نحو الاتجاه الصحيح، كما أن تركيزهم على التفاصيل الدقيقة في وضع الخطط وتنفيذ الأفكار يدفع المشروعات إلى الأمام بخطىً ثابتة. يحلل أصحاب هذا الأسلوب المشكلات المحتملة من جميع الزوايا ويقترحون حلولاً لمعالجتها قبل ظهورها.

وكثيراً ما يتردد هؤلاء الموظفون في المخاطرة أو تقبل الأفكار التي قد تكون محفوفة بالمخاطر لأنهم يركزون بشدة على الأخطاء الوارد حدوثها في أي مشروع جديد. قد يتسبب الموظفون الأكثر تجنباً للمخاطرة في عرقلة إحراز التقدم في المشروعات إذا ازداد شعورهم بالقلق بشأن التفاصيل الصغيرة.

من الطرق الفعالة في إدارة هذا الأسلوب أن تشجع العاملين المهتمين بالتفاصيل على التعلُّم وتنمية مهاراتهم بهدف التعامل مع الأفكار المقدمة لهم من منظور أكثر شمولية. ويقدر العديد من هؤلاء الموظفين الفرص التي تُتاح لهم لتطوير مهاراتهم المهنية باستمرار، مما يدفعهم إلى ابتكار أفكار طموحة والمساهمة بها.

الأسلوب المنطقي

تظهر براعة الموظفين الذين يعملون بهذا الأسلوب بوضوح في المهام التي تتطلب التركيز على البيانات، لأنهم يتمتعون بالقدرة على جمع المعلومات الأولية وتحليلها للخروج باستراتيجيات ناجحة واستراتيجيات تحتاج إلى بعض التعديلات. عادة ما يتبنى مديرو وسائل التواصل الاجتماعي ومطورو التطبيقات الذين يستمتعون كثيراً بالتعامل مع البيانات التحليلية أسلوباً منطقياً.

في أغلب الأحيان يؤدي شغف أصحاب الأسلوب المنطقي بالبيانات والتحليل إلى سعيهم لخوض التحديات في أسرع وقت ممكن، حيث يتمتع هؤلاء بموهبة في اكتشاف الأنماط التي قد يتجاهلها آخرون في الفريق، كما أنهم يدفعون المشروعات إلى الأمام ويميلون للتركيز على النتائج.

وكما يحدث مع الأسلوب المتمحور حول الأفكار، أحياناً ما يغفل الموظفون الذين يتبعون الأسلوب المنطقي التواصل مع زملائهم في الفريق لأنهم يركزون بشدة على مهامهم، كما قد يحتاجون إلى التشجيع على التفكير الإبداعي والتجريدي، لأن مسؤولياتهم غالباً ما تتضمن أرقاماً مباشرة.

يزدهر أداء الموظفين ذوي الأسلوب المنطقي عندما يكلَّفون بحل المشكلات، فكلما زادت كمية البيانات التي يمكنهم تحليلها، ارتفع مستوى أدائهم، لذلك من الأفضل أن يكلفهم المديرون بمهام تسمح لهم باستخدام مواهبهم في التحليل وحل المشكلات بطريقة مبتكرة. لكن قد يحتاج هؤلاء الموظفون إلى تذكيرهم بصفة دورية بالتواصل مع زملائهم في العمل والتعاون معهم.

الأسلوب الداعم

يعد أصحاب أسلوب العمل الداعم “القلب النابض” للفريق، حيث يهتمون في المقام الأول بتولي دور الوسيط وتوطيد العلاقات بين زملائهم في العمل. وعادة ما يتخذ الموظفون الذين يتبعون أسلوب العمل الداعم نهجاً ديمقراطياً للتواصل للتأكد من شعور الجميع بالرضا عن نتائج المشروع.

يضيف هؤلاء الموظفون عنصر التعاطف الضروري لنجاح المشروعات، ويشجعون فرق العمل على التعبير عن أفكارهم وآرائهم بصراحة. ولأنهم يتمتعون بأفضل مستوى من مهارات التواصل، قد يساعدهم ذلك على الإلمام بكيفية التعامل مع الشخصيات المختلفة وأساليب العمل المتنوعة في فريق العمل لبناء بيئة أكثر توافقاً وأعلى إنتاجية.

مع اتباع الموظفين أسلوباً داعماً، قد يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى وقوعهم في فخ محاولة إرضاء جميع أعضاء الفريق، مما قد يؤدي إلى عرقلة التقدم في المشروعات وإصابة المشاركين بحالة من الجمود فيما يتعلق بالقرارات، لذلك على المديرين تشجيع العاملين الذين يتبعون الأسلوب الداعم وحثهم على أن يتحلوا بثقة أكبر من أجل إحراز التقدم بخطىً ثابتة.

يقدم الموظفون الذين يتبعون الأسلوب الداعم أداءً جيداً عندما يشعرون بالتقدير تجاه طريقتهم في بناء التوافق بين الأشخاص المختلفين، حيث لا تحظى مساهماتهم بالتقدير الكافي مقارنة بمساهمات أقرانهم في أغلب الأحيان، لأن نتائج مساهماتهم لا تُسجَّل عادة على النحو الذي تُسجَّل به جهود العاملين الذين يتبعون الأسلوب المنطقي أو الأسلوب المتمحور حول التفاصيل أو الأفكار. قد يرغب بعض الموظفين من أصحاب العقلية الإبداعية والأسلوب الداعم في المساهمة بأفكارهم ووجهات نظرهم بالإضافة إلى الاهتمام بالتواصل الدبلوماسي بين أعضاء فريق العمل.

ما خطواتك القادمة؟

أفضل طريقة لإدارة مجموعة متنوعة من أساليب العمل هي أن تبدأ بفهم أساليب العمل. تخصيص بعض الوقت لتحليل توجهات العمل المختلفة لكل عضو في الفريق، قد يؤدي إلى تطوير حسٍ عالٍ من الوعي الذاتي وتكوين فكرة أوضح عن كيفية توافق الموظفين معاً. صممت نوليدج سيتي دورات تدريبية بعنوان فهم شخصيتك وقدراتك الشخصية وإدارة ديناميكيات الفريق لمساعدتك في تعلم المزيد عن أساليب العمل المختلفة والطرق المثالية لإدارة كل منها. سيقدِّر فريقك الجهد الذي تبذله لدعم نموهم على المستويين الشخصي والمهني، إلى جانب الاستثمار في رفع الكفاءة بشكل عام.

المقال التالي
المقال السابق
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اشترك في نشرتنا الدورية

انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.

حدد المواضيع التي ترغب في الاشتراك فيها