التقنيات المساعدة والتدريب الإلكتروني للموظفين ذوي الإحتياجات الخاصة

التقنيات المساعدة والتدريب الإلكتروني للموظفين ذوي الإحتياجات الخاصة

تزويد الموظفين ذوي الإحتياجات الخاصة بتقنيات مساعدة يعينهم على الشعور بالراحة في مكان العمل، ذلك ما يُعرف باسم التقنية التكاملية، وأيضاً بالتقنية التكيفية، وهي مجموعة واسعة من الأجهزة والبرامج المُصمَّمة لكي تُسهِّل على الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة القيام بمهامهم المختلفة.وفقاً للمعلومات الصادرة عن جامعة واشنطن، تشمل التقنيات المُساعِدة أجهزة التنقل مثل المشايات والكراسي المتحركة، وكذلك الأجهزة والبرامج والملحقات التي تُساعد الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة في استخدام أجهزة الحاسوب أو تقنيات المعلومات الأخرى.

يمتد تأثير التقنية التكاملية إلى جميع جوانب الحياة البشرية، فتشمل الاختراعات البسيطة، مثل تطبيقات تحويل الكلام المنطوق إلى نص مكتوب، وأنظمة النصوص التنبؤية، وبرامج التدقيق الإملائي، وتشمل أيضاً الحلول الأكثر تعقيداً، مثل أجهزة الرفع المتنقلة أو المثبتة في السقف.

التقنيات المساعدة والتدريب الإلكتروني للموظفين ذوي الاحتياجات الخاصة

التقنيات المساعدة والتدريب الإلكتروني للموظفين ذوي الاحتياجات الخاصة

رغم ابتكار أغلب هذه الاختراعات بهدف مساعدة الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، فإنها تطورت مع الوقت لتشمل استخدامات أخرى. فأصبحت بعض الخصائص، مثل تحويل الكلام المنطوق إلى نص مكتوب، من الثوابت الموجودة في جميع أجهزة الحاسوب والهاتف المحمول تقريباً، لأنها تقدم قيمة لجميع المستخدمين.

كيف تستفيد الشركات من التقنية التكاملية؟

كشف أحد التقارير الصادرة في عام 2023 إلى أن أغلب التجهيزات المطلوبة في أماكن العمل واللازمة لمساعدة الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة على أداء أعمالهم لا تُكلف الكثير، حيث يُشير هذا التقرير إلى أن الشركات قد تُنفق  نحو 300 دولار فقط  لإجراء التعديلات اللازمة لتحويل مكاتبها إلى مواقع تكاملية .

علاوة على ما سبق، كشف بعض أصحاب الشركات الذين شاركوا في بعض استطلاعات الرأي إلى أن مؤسساتهم تتمتع بفوائد أخرى بسبب إعادة هيكلة قوة العمل بها لاحتواء الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، منها زيادة إنتاجية الموظفين وتعزيز روح الانتماء في فرق العمل وخفض تكاليف التأمين والتدريب.

لنتناول بعض الطرق التي تستفيد بها الشركات بسبب استخدام التقنية التكاملية .

بيئات العمل التكاملية التي تدعم التعاون بين الموظفين وتُشجِّعهم على بذل قصارى جهدهم في إنجاز المهام المُسنَدة إليهم، تعمل على توفير بعض الأساسيات مثل الأرضيات المُقاوِمة للانزلاق في المداخل وتجهيز ساحات الانتظار بتيسيرات لذوي الإحتياجات الخاصة يوضح اهتمام المؤسسة بموظفيها.

بعيداً عن التحسُّن المباشر والملموس في الدخل والإنتاجية، يساعد تبني هذا النهج في تحسين الصورة العامة للعلامة التجارية في أذهان الجماهير، لأن المستهلكين يفضلون الشراء من الشركات التي تشاركهم معتقداتهم وقناعاتهم الشخصية.

تستطيع الشركات تحقيق أقصى استفادة من إمكانات الموظفين، رغم إعاقتهم، بإتاحة الأدوات التي يحتاجون إليها. فتوافر الأدوات التي تسمح للموظفين بأداء مهامهم بسهولة وفعالية يرفع إنتاجية الشركة ويُترجَم ذلك في صورة فوائد أكبر لمالكيها.

أمثلة على التقنيات التكاملية الحديثة

وفقاً للمعلومات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، يحتاج 2,5 مليار شخص إلى وسيلة أو أكثر من الوسائل المُساعِدة للتمتع بقدر من الحياة الطبيعية. مع زيادة أنواع وأشكال التقنيات الحديثة التكاملية باستمرار، بدءاً من أجهزة السمع إلى الكراسي المتحركة وأجهزة التواصل والنظارات الطبية والأجهزة التعويضية ومنظِّمات الأدوية وغيرها، يمكننا تقسيم التقنيات الحديثة إلى أربع فئات كبرى.

تحسين إمكانيات الوصول المادي

المقصود من تحسين إمكانيات الوصول المادي هو توفير الميزات والتجهيزات التي تُيسِّر حركة الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة في المكان. رغم أن تفكيرنا يتجه في المعتاد إلى الكراسي المتحركة والمنحدرات، يتسع نطاق تحسين إمكانيات الوصول المادي بشدة حتى إنه يُمكِن تقسيمه إلى قسمين: خارج مكان العمل وداخل مكان العمل.

يتضمن الوصول المادي خارج مكان العمل جميع التعديلات التي تُنفَّذ في الأجزاء الخارجية من مكان العمل، والتي تُسهِّل دخول الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة إلى مكاتب الشركة، ومن أمثلتها:

  • ساحات الانتظار المجهَّزة بلافتات أفقية ورأسية قريبة من مدخل المبنى
  • الأبواب الضخمة عند منافذ الدخول والخروج مما يسمح بسهولة التنقل، مثل حالات الطوارئ
  • المنحدرات عند منافذ الدخول والخروج

الوصول المادي داخل مكان العمل يتضمن جميع التعديلات التي تُنفَّذ لتهيئة بيئة عمل آمنة ومريحة للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة تسمح لهم بالعمل على أكمل وجه. وتشمل الأرضيات المُقاوِمة للانزلاق عند المداخل، واتساع الممرات بما يكفي لمرور الكراسي المتحركة، والمراحيض والمصاعد والسلالم المتحركة ومدرجات الوصول التي تُراعي احتياجات الموظفين ذوي الإحتياجات الخاصة.

أدوات العمل عن بُعد

وفقاً لتقرير صادر عن جيت لاب، حقق العمل عن بُعد فوائد عديدة في بيئة العمل الحديثة، أهمها تذليل معوقات العمل في حالة الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة. أتاح اختيار الشركات تبني نظام العمل المختلط بما يوفره من مرونة وسهولة الفرصة أمام الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة لتقييمهم تقييماً موضوعياً استناداً إلى مهاراتهم وكفاءتهم فقط.

من أدوات العمل عن بُعد التي كان لها دوراً في تقوية بيئة العمل الحديثة، أدوات مشاركة الملفات وتبادل الرسائل الفورية ومؤتمرات الفيديو، مثل زوم وسلاك ودروب بوكس وتريلو.

على ضوء الطفرات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والتطور المتواصل في الميتافيرس، أصبح من المُتوقَّع طرح المزيد من أدوات التقنية المُساعِدة التي سوف تجعل العمل من المنزل أكثر سهولة وإنتاجية.

برامج قراءة الشاشة

برامج قراءة الشاشة هي شكل فريد من أشكال التقنية المُساعِدة يُحوِّل النصوص ومحتويات الصور إلى كلام مسموع أو نص مكتوب بلغة برايل ليُفيد الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة البصرية. وتقوم هذه البرامج الإلكترونية بدور الوسيط بين نظام تشغيل الحاسوب وتطبيقاته من ناحية والمستخدم من ناحية أخرى.

تُتاح برامج قراءة الشاشة للأجهزة المحمولة وأجهزة الحاسوب المكتبي على حدٍ سواء، بما يزيد من فوائدها للمكفوفين، لأنها تتيح لهم تصفح المواقع الإلكترونية بسهولة وتنفيذ الأوامر التي كانوا يعجزون عن تنفيذها في السابق. من أمثلة هذه البرامج على أجهزة ماك، Cakealking، وBRLTTY، وCDesk Compass، وDolphin Fuide، وiMax.

برامج الإملاء

الفئة الرابعة من أدوات التقنية المساعدة هي برامج الإملاء التي تتيح الكتابة عن طريق الحديث. طُوِّرت هذه البرامج لتُفيد الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة أو صعوبات حركية أو ما شابه ذلك، حيث أنها تنسخ الكلام المنطوق في صورة نص في نفس اللحظة.

من ميزة الكتابة بالصوت في تطبيق مستندات جوجل إلى برنامجي Dragon NarurallySpeaking، وBraina Dictation، تُتاح عدة أدوات أمام الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة ليختاروا منها ما يلائم احتياجاتهم وتفضيلاتهم.

فوائد التقنيات المساعدة في أماكن العمل

التقنيات المُساعِدة والتكاملية  تؤدي دوراً مهماً في معاونة أصحاب العمل في دعم إمكانات الموظفين ذوي الإحتياجات الخاصة إلى أقصى مدى. قد يكون الانتقال مباشرة من الجامعة إلى الحياة العملية أمراً مرهقاً ومربكاً للغالبية العظمى من الناس، وبالمثل يعاني ذوو الإحتياجات الخاصة الأمَرَّين للتكيف مع البيئات الجديدة ويحتاجون إلى من يمُد لهم يد العون.

بإعادة هيكلة سير العمل بالمؤسسات لاستيعاب احتياجات الموظفين ذوي الإحتياجات الخاصة، يهيئ أصحاب العمل بيئات عمل تكاملية تترجم شعورهم بالاهتمام والعناية بذوي الإحتياجات الخاصة بشكلٍ عملي. من فوائد التقنية المساعِدة أنها تمنح الموظفين ذوي الإحتياجات الخاصة حق دخول مُخصَّص لهم على فرص التعلُّم والتطوُّر لدعمهم في بيئة العمل التنافسية.

لِمَ يُعدُّ التدريب الإلكتروني أكثر تكاملاً من التدريب وجهاً لوجه

يجب على المؤسسات أن تُدرِّب الموظفين وتعيد تدريبهم دورياً لمواكبة المستجدات والحقائق الحديثة سعياً وراء التفوق في مجال عملهم. رغم كثرة العوامل الأخرى، تُعد السرعة من أهم العوامل التي يضعها أصحاب الأعمال محل اعتبار عند محاولة تحسين إمكانات الموظفين.

تسعى المؤسسات لتعيين موظفين يُمكِنهم اكتساب المهارات الجديدة بسرعة كافية للتكيف مع السوق دائم التغير. قد تبدو ممارسات التعلُّم الجماعي أسرع وسيلة لتحقيق هذا الهدف، لكن النهج التكاملي يساعد الموظفين على التعلُّم في وقتٍ أقل.

التعلم الكيفي يشير إلى أي منهجية تعليمية تُركِّز على تصميم الدروس والقراءات والأنشطة العملية وفقاً لتفضيلات المتعلمين ومهاراتهم الحالية.

لم تَعُد برامج التعلُّم الثابتة موضِع تقدير في عالم الأعمال اليوم، لعجزها عن تلبية احتياجات الموظفين بتعديل عملية التعلُّم وفقاً لخبراتهم الحالية. كان من المتوقع أن يبلغ حجم الاستثمار في سوق التعلم التكاملي على مستوى العالم مليونين و492,080 دولار في 2022، ليصل الرقم إلى سبعة ملايين و278,202 بحلول عام 2027، بمعدل نمو متوقع يساوي 23,85%.

مثل التعلُّم الإلكتروني، تتيح عمليات التعلم التكاملي للموظفين التعلُّم بالسرعة التي تناسبهم، سواء بطريقة التعلُّم المصغر أو غيرها من مسارات التعلُّم المُصمَّمة وفقاً لتفضيلات كل شخص. تسمح هذه الطريقة بتحصيل المعرفة دون بذل مجهود كبير. بالإضافة إلى ذلك، تتيح وسائط التعلُّم الإلكتروني للمحاضرين التركيز على المهارات اللازمة لكل موظف على حدة ومساعدته في اكتسابها.

بفضل التطورات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة التي تسمح بتعديل المحتوى في نفس اللحظة وفقاً لملاحظات وتقييمات المتعلمين، يتمتع الموظفون الآن بتجربة تعلُّم مُصمَّمة خصيصاً لهم بحيث تمنحهم مسار تعلُّم واضح. يعزز ذلك اهتمام الموظفين ومشاركتهم ويشجعهم على التعلُّم المستمر وتطوير مهاراتهم.

على قادة الأعمال أن يدركوا قيمة الموظفين ذوي الإحتياجات الخاصة ويثقوا في إمكاناتهم. التمييز ضد الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة ليس خطأ إداري فقط، بل ممارسة مُنافية للأخلاق ومخالفة للقانون أيضاً في كثير من الأحيان.

تستخدم الشركات التي تمتلك رؤية مستقبلية التقنيات التكاملية لإتاحة الفرصة للموظفين ذوي الإحتياجات الخاصة لبذل قصارى جهدهم في العمل، وبذلك تميز نفسها عن منافسيها.

ختاماً

دعم بيئات العمل بأحدث وسائل التدريب التكاملية التي تُعزز تجربة التعلُّم والتدريب بشكل فريد يتوافق مع كافة أنماط الموظفين سواء كانوا من ذوي الإحتياجات الخاصة أم لا، هو نهج تتبناه نوليدج سيتي، حيث تقدم مكتبة نوليدج سيتي العديد من الدورات التدريبية للموظفين في مختلف قطاعات التدريب والتعلُّم مثل دورات إدارة الأعمال ودورات المالية ودورات التقنية وغيرها العديد.

فقد حرصت دوما على توفير سُبل الراحة وسهولة الاستخدام والمرونة الكاملة في جميع محاور عملية التدريب مثل: التعامل مع نظام إدارة التدريب والمادة العلمية للدورات التدربيية وسهولة تلقي الدورات من خلال اعتمادها نظام التعلُّم المصغر وإمكانية إنشاء مسارات تعليمية مُصمَّمة وفقاً لتفضيلات كل شخص أو وفقاً للخطة التدريبية العامة بالشركة أو للاحتياجات التدربية للموظفين. ولم تغفل أيضاً الدور الهام للترجمة والدبلجة وخدمات التعريب التي تجعل التدريب أمراً في غاية السهولة للمتدربين.

ويوجد العديد من المميزات الأخرى التي يمكنك اكتشافها بنفسك من خلال إنشاء حساب تجريبي للشركات تتصفح فيه المكتبة التدريبية الغنية بأكثر من 30 ألف فيديو تعليمي لمواد علمية، عمل على إعدادها نخبة من خبراء التدريب وأساتذة في الجامعات الأمريكية.

المقال التالي
المقال السابق
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اشترك في نشرتنا الدورية

انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.

حدد المواضيع التي ترغب في الاشتراك فيها