زيادة معدل الاحتفاظ بالموظفين من خلال تعزيز المرونة في العمل

زيادة معدل الاحتفاظ بالموظفين من خلال تعزيز المرونة في العمل

يظل الاحتفاظ بالموظفين من أهم الموضوعات في عالم الأعمال. ولأن الشركات تبحث باستمرار عن أساليب جديدة للحفاظ على سعادة الموظفين وشعورهم بالانتماء، فمن المهم أن تفهم الأسباب التي تجعل الاحتفاظ بالموظفين أمراً ضرورياً.

كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة Owl Labs أن عام 2021، شهد اتجاه نحو 25% من الموظفين إلى تغيير وظائفهم أو البحث بجدية عن وظيفة جديدة أو ترقب توفر فرص أخرى للعمل، وأشارت الغالبية العظمى إلى أن سبب تركهم العمل هو عدم المرونة.

الاحتفاظ بالموظفين من خلال المرونة في العمل

الاحتفاظ بالموظفين من خلال المرونة في العمل

قد تواجه الشركات التي تزيد فيها معدلات دوران الموظفين عدداً من الآثار السلبية. أولاً، توجد تكلفة مباشرة لتعيين موظفين جدد، والتي يمكن أن تصل إلى ضعف مرتب الوظيفة المُراد ملؤها. وتوجد أيضاً تكلفة تدريب الموظفين الجُدد، بالإضافة إلى التكلفة الخفية التي تحدث نتيجة تأثر معدل الإنتاجية في فترة اعتياد الموظفين الجدد على أدوارهم الوظيفية ومسؤولياتهم الجديدة.

توجد العديد من الأسباب وراء ترك الموظفين لعملهم، وتركز بعض الشركات على الأسباب الواضحة، وهي: الأجور والرضا الوظيفي وفرص الترقية والتوازن بين العمل والحياة الشخصية.

قد لا يدرك المديرون أنه، بتغيير أمور بسيطة في المؤسسة، يمكنهم تعزيز الانتماء الوظيفي والاحتفاظ بالموظفين بشكل عام، ومن بين هذه الأمور المرونة في ظروف العمل، التي تدعم شعور الموظفين بمزيد من الرضا في وظائفهم وتقلل احتمالية بحثهم عن فرص أفضل.

أقر نصف الموظفين الذين شاركوا في الدراسة التي أجرتها Owl Labs تقريباً أنهم مستعدون للحصول على أجر أقل بنسبة 5% مقابل التمتع ببيئة عمل مختلطة تسمح لهم بالعمل عن بُعد بين الحين والآخر. ورغم أن 39% من المؤسسات تشترط عمل الموظفين بدوام كامل في المكتب، فإن ثلث الموظفين فقط تقريباً يشعرون بالراحة تجاه هذا النظام.

توقعات جمعيات القوة العاملة في عام 2022 وأهميتها للاحتفاظ بالموظفين

يمر عالم الأعمال بتغيرات سريعة وجوهرية، من الوسائل التكنولوجية المستخدمة إلى أسلوب التعلّم ومشاركة المعرفة.

ستستمر مواقف الموظفين تجاه العمل بالتطور ويجب أن تستعد المؤسسات لهذا التطور من خلال الحرص على الحفاظ على قدرتها التنافسية في بيئة أعمال تزيد فيها التحديات. ويجب على الشركات التي تتساءل عن كيفية تحسين معدل الاحتفاظ بالموظفين محاولة الوفاء بالتوقعات التالية للموظفين:

المرونة

ستزداد المرونة في نظم العمل المستقبلية لعدة أسباب، نذكرها في السطور التالية.

أولاً: تُتيح التكنولوجيا إمكانية العمل عن بُعد بأساليب لم تكن متاحة من قبل، حتى وصل الأمر إلى إمكانية عمل أعضاء الفريق الواحد معاً دون أن يكونوا في نفس الدولة.

ثانياً:  يتزايد اهتمام الموظفين الأصغر سناً بتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، نظراً لاختلاف نظرتهم تجاه حياتهم المهنية مقارنة بالأجيال السابقة. أشار 9 موظفين تقريباً من كل 10 إلى أهمية المرونة التي توفرها بيئة العمل المختلطة بالنسبة لهم، كما عبرت نسبة مشابهة من الموظفين عن اهتمامهم بشكل كبير أو أساسي بالمرونة في اختيار أوقات العمل.

ثالثاً: تجني الشركات ثمار توفير المرونة في العمل، التي تتيح للشركات إمكانية الوصول إلى الكفاءات من جميع أنحاء العالم، وأيضاً الاحتفاظ بأفضل الموظفين، الذين لن يتركوا العمل بحثاً عن شركة أخرى تمنحهم المزيد من أيام الإجازات ومواعيد عمل أفضل.

السيطرة على هذه النواحي بشكل أكبر قد تساعد الموظفين في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية بمزيد من الفعالية، كما يمكن أن تساعد في معالجة مشكلة انخفاض الإنتاجية التي تواجهها الكثير من الشركات.

يود الموظفون أيضاً الاستفادة من أوقات الإجازات وقتما يحتاجون إلى ذلك دون مواجهة أي ردود أفعال سلبية من أصحاب العمل.

فرص التعلُّم والتطور المهني

يتوقع الموظفون في عام 2022 أن يحصلوا على دعم شركاتهم الكامل لرغبتهم في التعلُّم والنمو.

التعلُّم من أكبر المحفزات التي تجذب الموظفين من جيل الألفية والجيل زد، حيث يهتم الكثير من الموظفين الأصغر سناً بالتعلُّم والتطور المهني بشكلٍ أساسي أثناء اتخاذ القرار بشأن الالتحاق بوظيفة معينة أو الاستمرار في العمل مع شركة من عدمه.

تزيد احتمالية بحث الموظفين عن فرص عمل في شركات أخرى في حالة العمل لعدة أشهر دون تلقي أي ملاحظات تقييمية رسمية من المديرين أو المشرفين، لذلك يُعد تقديم الملاحظات التقييمية الدورية من الأدوات الأكثر فعّالية التي يُمكنك استخدامها للحفاظ على انتماء أفضل الموظفين لشركتك.

لا تهتم أغلب المؤسسات بتقديم الملاحظات التقييمية الدورية التي يحتاج إليها جيل الألفية وجيل زد لضيق الوقت.

لكن مع تفضيل الموظفين إجراء جلسات ملاحظات تقييمية قصيرة بشكل دوري (مرة شهرياً، على سبيل المثال)، لن يتطلب الأمر الكثير من الوقت. وبتوفير فرص التعلُّم المستمر للموظفين على مدار السنة، يمكنك مساعدتهم في النمو وتحقيق أداء أفضل والاجتهاد في العمل بشكل أكبر لتحقيق قيمة أكبر لمؤسستك.

التكنولوجيا الفعالة

إتاحة أدوات تكنولوجية متميزة للموظفين من أهم عوامل جذب الشركات لأفضل الكفاءات والاحتفاظ بها، على الأخص في حالة الموظفين المنتمين لجيل زد، الذين نشأوا في ظل انتشار الأجهزة المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي وجداول المواعيد المرنة، لذلك فهم يتوقعون نفس مستوى المرونة في حياتهم العملية أيضاً.

مع زيادة نسبة الموظفين من الجيل الألفية البارعين في استخدام التكنولوجيا، وأيضاً مشاركة الموظفين من الجيل زد الأكثر براعة في التكنولوجيا، من الطبيعي أن تكون التكنولوجيا من أهم العوامل التي تساعد في تحقيق الرضا الوظيفي. في الواقع، يشير 95% من الموظفين إلى أن التكنولوجيا تؤدي دوراً مهماً أو مهماً للغاية في مكان العمل.

ما الذي يجعل شركة ما بارعة في التكنولوجيا؟ قد يكون التركيز على المنتجات التكنولوجية أول ما يخطر ببالنا، لكن الأمر ينطوي على ما هو أكثر من ذلك.

على الشركات تعزيز ثقافة الابتكار لتتمكن من مواكبة التغيرات السريعة في العالم اليوم والحفاظ على قدرتها التنافسية في بيئة الأعمال الحالية، ويتضمن ذلك استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية وبناء بيئة تحُث الموظفين على تقديم الملاحظات التقييمية وتجربة الأساليب الحديثة.

تساعد أحدث الوسائل التكنولوجية الموظفين في التعاون بفعالية أكبر والتواصل بسهولة مع فرق العمل والعملاء وتحقيق الإنتاجية في أي وقت ومن أي مكان.

قد تشهد الشركات التي تستثمر في الوسائل التكنولوجية الحديثة عائد ملحوظ على الاستثمار فيما يتعلق بزيادة الإنتاجية والاحتفاظ بالموظفين.

الأجور والمزايا الوظيفية

من أهم جوانب الإدارة الناجحة، الاهتمام بأجور الموظفين. ومن أفضل أساليب استقطاب أصحاب الكفاءات والاحتفاظ بهم منح الموظفين أجوراً عادلة ومزايا وظيفية تنافسية. يجب أيضاً التفكير بشكل مستقبلي عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالأجور.

يجب أن تعرف توقعات القوة العاملة في عام 2022، حتى تتمكن من تعديل ممارساتك الحالية بما يتوافق مع الاحتياجات المستقبلية.

يتوقع الموظفون الحصول على أفضل أجور ومزايا ممكنة، مثلما كان يحدث على مدى عقود، لكن توجد بعض الاختلافات فيما يتعلق بما يعتبره الموظفون حالياً أجراً عادلاً، مقارنة بما كان متوقعاً في السنوات السابقة. لا يسعى الموظفون حالياً للحصول على أجور مالية فقط، بل يريدون أيضاً الحصول على مزايا إضافية.

يتوقع الموظفون الآن الحصول على أجور ومزايا وظيفية أفضل، لأن الأجور التقليدية مع التأمين الصحي لم تعد كافية لإرضاء الموظفين. يرغب الموظفون الآن في الحصول على مجموعة شاملة من المزايا تتضمن الإجازات مدفوعة الأجر والمرونة في مواعيد العمل وفرص التطور المهني والمساعدات المتعلقة برعاية الأطفال.

تشكل هذه المزايا جزءاً مهماً من عملية الاحتفاظ بالموظفين، فعندما يحصل الموظفون على مثل هذه المزايا، تزيد احتمالية اجتهادهم في العمل وتقل احتمالية بحثهم عن فرص عمل أخرى، حيث يرى الموظفون أن مثل هذه المزايا تشير إلى اهتمام الشركة بهم وليس بالأرباح فقط.

ثلاث طرق لتعزيز المرونة في العمل والاحتفاظ بالموظفين

يسعى الموظفون بشكل متزايد إلى الالتحاق بوظائف تسمح بالمرونة في العمل، مما يدفع المديرين المتميزين لوضع تلك الترتيبات ضمن أولوياتهم. لكن المرونة وحدها لا تكفي، بل يجب أيضاً على أصحاب العمل دعم الموظفين وبناء ثقافة تسمح لهم بتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

فيما يلي ثلاث طرق لتعزيز المرونة في العمل والاحتفاظ بالموظفين:

1- الاستثمار في تكنولوجيا أفضل لمحادثات الفيديو لتعزيز التعاون الإلكتروني

يشير ثلثا الموظفين تقريباً إلى مواجهة صعوبة في التعاون مع زملائهم عن بُعد بسبب عدم اهتمام الشركات بتقنيات الفيديو. ما الحل إذاً؟ الحل هو توفير تكنولوجيا أفضل للفيديو لتعزيز تعاون فرق العمل عبر الإنترنت.

لا يوجد عذر في عصرنا الحالي لضَعف جودة الصوت أو الفيديو، لكن ما زالت الكثير من الشركات تحاول توفير النفقات من خلال استخدام معدات غير ملائمة. يتطلب الاستعداد لاجتماعات الفيديو أكثر من توفر كاميرا وميكروفون فقط، بل يجب أن تكون المعدات على المستوى المناسب ليتمكن جميع المشاركين من سماع كل ما يُقال وفهمه ورؤية ما يتم عرضه بوضوح.

إذا كنت تمنح الموظفين المرونة في العمل، فتأكد من أن جميع الأشخاص يمكنهم الوصول إلى الأدوات اللازمة لمتابعة مهام عملهم بشكل صحيح، بما في ذلك الكاميرات عالية الجودة وسماعات الرأس المزودة بمايكروفون عازل للضوضاء، على الأخص إذا كانت شركتك تعتمد بشكل كبير على تعاون الموظفين عبر الإنترنت.

2- دفع النفقات اللازمة للعمل من المنزل

تطبق الكثير من المؤسسات سياسة العمل من المنزل لكونها من أكثر الإجراءات شيوعاً التي تمنح مرونة في العمل، لكن من المهم أن تستغرق بعض الوقت لمراجعة هذه السياسة وتنقيحها بشكلٍ دوري لضمان فعاليتها في الاحتفاظ بأفضل الكفاءات.

من الوسائل التي يمكنك اتباعها لتحسين سياسة العمل من المنزل تقديم تعويضات للموظفين عن أي نفقات مرتبطة بالعمل من المنزل، حيث يتحمل الموظفون عادة بعض التكاليف عند العمل عن بُعد، بما في ذلك تكلفة خدمات المرافق والمستلزمات المكتبية، وتزداد هذه التكاليف مع تراكمها بمرور الوقت.

تعويض الموظفين عن هذه النفقات يُعبِّر عن تقديرك لهم ولتحمُّلهم تكاليف إضافية بسبب العمل من المنزل.

3- تطوير أساليب تكنولوجية حديثة لتعزيز الانتماء الوظيفي

قد يشعر الموظفون الذين يعملون عن بُعد أو بدوام جزئي أو يعملون بنظام الإنتاجية بالانعزال عن الشركة، ويزداد احتمال شعورهم بالإهمال.

في الواقع، يشير 37% من الموظفين العاملين عن بُعد إلى شعورهم بعدم التقدير والتجاهل، مما يُعيق جهود الاحتفاظ بالموظفين، لأن الشعور بعدم التقدير سيدفع الكثير من الموظفين إلى مغادرة الشركة.

للتغلب على شعور الموظفين بالانعزال، يجب على الشركات الصغيرة تطوير أساليب تكنولوجية حديثة لتعزيز الانتماء الوظيفي. يمكنك مثلاً الاهتمام بإعداد منتدى إلكتروني يستطيع الموظفون استخدامه للتفاعل بشكل غير رسمي. يمكنك أيضاً إرسال استبيانات دورية لجمع آراء الموظفين بشأن أمور مثل التواصل بين أعضاء الفريق والمستجدات المتعلقة بالشركة ومشروعات العمل.

كن مُستعداً لبذل المزيد من الجهد للتأكد من شعور الموظفين العاملين عن بُعد بالارتباط ببقية الشركة، حيث لن يساعد ذلك في زيادة معدلات الاحتفاظ بالموظفين فحسب، بل سيساعد أيضاً في زيادة الإنتاجية وتحسين شعور الموظفين بالانتماء.

ختاماً

المرونة في نظام العمل ليست حلاً شاملاً لجميع المشكلات، فهي لا تعالج جميع مشكلات الاحتفاظ بالموظفين، لكنها تُحدث فارقاً إيجابياً. يُفضِّل الموظفون التمتع ببعض القدرة على التحكم في مسؤولياتهم ومواعيد العمل، لأن ذلك يُشعرهم بالتقدير، مما يرفع تقديرهم للوظيفة والشركة.

بفضل تطور الأجهزة المحمولة والوسائل التكنولوجية الرقمية الأخرى، لا يحتاج الموظفون حالياً إلى البقاء داخل المكتب، لذلك يبحث الموظفون عن الوظائف التي تمنحهم المزيد من المرونة فيما يتعلق بمكان العمل ومواعيده، حتى إذا كان ذلك يعني القبول بأجر أقل أو العمل لدى شركة أصغر.

إذا كنت تبحث عن وسيلة لزيادة ولاء الموظفين نحو شركتك، سجّل معنا لحضور الدورتين التدريبيتين الاحتفاظ بالموظفين ذوي الإمكانيات الواعدة والاستفادة من التكنولوجيا.

بحضور هاتين الدورتين، ستُدرك أن المجازفة المتضمنة في منح الموظفين المرونة في تحديد موقع وموعد عملهم لا تُقارن مع المزايا الكبيرة التي يحققها هذا النظام، وهي شعور الموظفين بمزيد من السعادة وقدرتهم على تحقيق المزيد من الإنتاجية واستمرارهم في العمل لدى الشركة لمدة أطول.

المقال التالي
المقال السابق
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اشترك في نشرتنا الدورية

انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.

حدد المواضيع التي ترغب في الاشتراك فيها