حل المشكلات في العمل: الأساليب والمهارات الشخصية التي يحتاج إليها الموظفون

حل المشكلات في العمل: الأساليب والمهارات الشخصية التي يحتاج إليها الموظفون

الحاجة إلى موظفين يتمتعون بمهارات استثنائية في حل المشكلات لا تخبو أبداً، حيث جاء في تقرير مستقبل الوظائف لعام 2020 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن مهارة حل المشكلات المعقدة احتلت المرتبة الثانية ضمن أهم المهارات المطلوبة في سوق العمل، تسبقها في المرتبة الأولى مهارة التفكير التحليلي والابتكار. وبينما أدى انتشار جائحة كوفيد-19 والاضطرابات الاقتصادية المصاحبة له إلى غموض مستقبل سوق العمل، فقد ساعدت تلك الأوضاع أيضاً في تعزيز التقدم في طرق العمل بشكل أسرع بكثير مما كان مخططاً له.

تتزايد وتيرة استخدام الشركات للتقنيات، التي تساعد بعضها في حل المشكلات. ورغم الدور الكبير الذي تلعبه تقنيات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات الآلية والأتمتة في تأدية مهام العمل، إلا أن ذلك لا يقلل من ضرورة التأكد من تمتع الموظفين أنفسهم بالمهارات الشخصية المطلوبة لبذل أقصى الجهود التي تصب في مصلحة شركتك.

حل المشكلات في العمل: الأساليب والمهارات الشخصية التي يحتاج إليها الموظفون

حل المشكلات في العمل: الأساليب والمهارات الشخصية التي يحتاج إليها الموظفون

ما المقصود بحل المشكلات؟

بعبارة بسيطة، حل المشكلات هو عملية تتضمن اكتشاف مشكلة تسببت في ظهور عقبات ومن ثم تحليلها وتقديم حلول لها، وتعد القدرة على حل المشكلات مهارة بالغة الأهمية في بيئة العمل. وتختلف الاستراتيجية المناسبة للتعامل مع الوضع باختلاف المشكلة، بينما يمكن استخدام العديد من استراتيجيات حل المشكلات لتحسين سير العمليات.

عملية حل المشكلات لا تسير في خط مستقيم، إذ لا يوجد دليل إرشادي مفصَّل يمكنك استخدامه لمساعدتك في الانتقال من المشكلة إلى الحل مباشرةً، فكل مشكلة تستدعي وضع استراتيجية وخطوات خاصة بها لحلها، كما قد تتطلب بعض المشكلات تكرار الخطوات والعمليات قبل اكتشاف الحل. ومن الجيد الاستعانة باستراتيجية لحل المشكلات، لكنها مجرد إرشادات لا تمثل خطوات ثابتة وفعّالة.

ما المهارات الشخصية اللازمة لحل المشكلات في العمل؟

أثناء مقابلات العمل، يستفسر جميع أصحاب العمل عن قدرة الفرد على حل المشكلات، لأن المشكلات جزء لا يتجزأ من كل وظيفة، مما يجعل وجود موظفين على استعداد للمشاركة في حل المشكلات بمجرد ظهورها ميزة كبيرة لدى الشركة. ورغم كثرة طلب أصحاب العمل لمهارات حل المشكلات، إليك بعض المهارات الشخصية الأخرى المرتبطة بها والضرورية أيضاً للموظفين، سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل.

مهارات الإنصات الفعال: لا أحد يستطيع الإلمام بأوجه أي مشكلة إلماماً جيداً، ناهيك عن حلها، دون أن يكون مستمعاً جيداً. الإنصات الفعال يمكِّن الشخص الماهر في حل المشكلات من تحديد المشكلة وفهم سبب حدوثها وابتكار حلول عملية لها.

التفكير التحليلي: الإبداع مهارة مفيدة، إلا أن مهارات التفكير التحليلي ضرورية لحل المشكلات بنجاح، حيث تؤثر القدرة على فهم العلاقات بين الأسباب والنتائج في التنبؤ بالآثار طويلة المدى التي قد تترتب على قرارات المؤسسة.

اتخاذ القرارات: أسوأ حل لأي مشكلة هو عدم فعل أي شيء، لذلك يجب أن يكون فريقك قادراً على تحديد أنسب السبل لحل المشكلة وكيفية تنفيذ الحلول وما إلى ذلك. عدم القدرة على اتخاذ القرارات، سيؤدي حتماً إلى فشل محاولة حل أي مشكلة.

العمل الجماعي والتعاون: حل المشكلات لا يقع على عاتق شخص واحد فقط، بل ستجد أن أفضل جهود حل المشكلات تتم داخل فرق عمل، حيث يستخدم جميع أعضاء الفريق آراء وطرق مختلفة في محاولة حل المشكلة مما يضمن استكشاف جميع السبل الممكنة.

الإِبداع: التفكير المنطقي والتحليلي ضروريان لحل المشكلات، لكن عليك أيضاً استخدام الإبداع في حل المشكلات، فالتفكير خارج المألوف والتوصل إلى إجابات مبتكرة هما مفتاح النجاح، لذلك يجب أن تقدِّر الشركات الرؤية الفريدة التي يقدمها لها المبدعون.

التواصل: بالطبع ستحتاج إلى استخدام التواصل الفعّال من أجل تطبيق كل ما سبق، لذلك ستحتاج إلى موظفين يمكنهم التواصل عبر جميع القنوات مع مجموعات متنوعة من الأشخاص، من زملائهم في فرق العمل والمديرين إلى الرؤساء التنفيذيين.

تحتل كل مهارة من تلك المهارات الشخصية مكانتها الخاصة، حيث قد تعود بالنفع على عدد كبير من العمليات التجارية ومتطلبات حل المشكلات. ابحث عن المرشحين الذين يبرزون تلك المهارات في سيرهم الذاتية واستمارات التقديم، لتتأكد من قدرة شركتك على تخطي العقبات المستقبلية.

أساليب فعالة لحل المشكلات

توجد أساليب متعددة يمكن استخدامها في حل المشكلات، مثل التحليل الرباعي الذي يساعدك في تحديد نقاط القوة والضعف في الحل، إن وُجِدت. ويتكون التحليل الرباعي من أربعة عناصر وهي: نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات.

  • نقاط القوة – ما الذي يجعل هذا الحل بعينه مناسباً لحل هذه المشكلة؟
  • نقاط الضعف – ما نقاط الضعف في هذا الحل؟ هل يمكن تعديلها أو تحسينها؟
  • الفرص – ما هي الفوائد والفرص التي قد تنتج عن تطبيق هذا الحل بعينه؟
  • التهديدات – هل يتضمن هذا الحل أي جانب قد يؤثر سلباً على فريقك أو مؤسستك؟

يعد هذا الأسلوب خياراً مناسباً للأشخاص الذين يريدون إلقاء نظرة متعمقة على جميع جوانب الموقف. توجد طريقة شائعة أخرى وهي طريقة الأسئلة الخمسة.

هذا الاسم ليس دقيقاً لأن هذه الطريقة تتضمن سؤالاً واحداً فقط، ولكنه يتكرر خمس مرات للتأكد من التوصل إلى جذر المشكلة والوصول إلى الحل الأكثر فعّالية. لنفترض أننا نبحث أمر حملة ما تعذر إطلاقها في التاريخ المحدد.

  1. لماذا حدث ذلك؟ لأن برنامج التخطيط الآلي لم يتم ضبطه بشكل صحيح.
  2. لماذا لم يتم ضبطه؟ لأن أحدهم نسي إدراج التاريخ في جدول الأعمال.
  3. لماذا لم يتم إدراجه في جدول الأعمال؟ بسبب حلقة مفقودة في التواصل وعدم وجود منهجية موحدة.
  4. لماذا لا توجد منهجية موحدة؟ بسبب عدم وضع ممارسات قياسية والافتقار إلى الموارد.
  5. لماذا لا توجد موارد؟ بسبب نقص العمالة في الشركة ووجود مشكلات في تعيين موظفين في المناصب المهمة.

بذلك، ستتوصل إلى حل لتحسين عمليات إطلاق الحملات عن طريق وضع منهجيات موحدة للتواصل والتعاون، وقد يتضمن ذلك الحل تعيين موظفين جدد في مؤسستك لتغطية النقص في الموارد البشرية.

مصادر إضافية

قد تجد صعوبة كبيرة في مواجهة مشكلات العمل، لكن تعلُّم بعض أساليب حل المشكلات قد يساعدك أنت وفريقك في التعامل مع هذه المشكلات بسرعة وثقة.

 ننصحك أيضاً بتصفح الدورة التدريبية حل المشكلات الإبداعي أو طلب حساب تجريبي مجاني للشركات للوصول لمكتبة التعلُّم من نوليدج سيتي التي تضم أكثر من 25 ألف مقطع فيديو سيساعدك أنت وفريقك في تطوير مهاراتكم في حل المشكلات.

المقال التالي
المقال السابق
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اشترك في نشرتنا الدورية

انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.

حدد المواضيع التي ترغب في الاشتراك فيها