استقطاب الكفاءات المتميزة: كتابة ملخص وصف وظيفي فعَّال

استقطاب الكفاءات المتميزة: كتابة ملخص وصف وظيفي فعَّال

ما مقدار المجهود الذي تكرِّسه لإعداد الوصف الوظيفي؟ يرى الكثير من موظفي الموارد البشرية أن مهمة الوصف الوظيفي هي الوفاء ببعض الالتزامات القانونية فقط، لكن ذلك لا يكفي لإعداد وصف وظيفي مناسب لجذب الباحثين عن عمل، على الأخص من ذوي الخبرة والكفاءة.

 استقطاب الكفاءات


استقطاب الكفاءات

وفقاً لاستبيان أجرته شركة Indeed للتوظيف الإلكتروني يتناول نفس الموضوع، اضطرت 65% من الشركات إلى تحديث وصف وظائفهم خلال العام الماضي، لأسباب تثير القلق، كما أوضحها المديرون أنفسهم:

  • الوصف الوظيفي يجذب الكثير من المُرشَّحين غير المؤهلين. كانت هذه الشكوى هي السبب الأكثر شيوعاً الذي أدى إلى تحديث الوصف الوظيفي، لأن ذلك لا يعني إعادة بدء عملية التوظيف مرة أخرى فحسب، بل إن استبعاد المُرشَّحين غير المؤهلين قد يستهلك الكثير من الوقت والمال الذين يمكن الاستفادة بهما في إجراءات مهمة أخرى.
  • الوصف لا يجذب عدداً كافياً من المُرشَّحين. قد يحدث ذلك في حالة عدم وضوح الوصف الوظيفي بدرجة كافية أو إذا كان الأجر لا يتناسب مع متطلبات العمل أو قد تكون إعدادات تحسين محركات البحث سيئة ولا تحقق النتائج المرجوة.
  • الوصف الوظيفي يجذب فقط المرشحين غير المتوافقين مع ثقافة الشركة. قد تكون هذه المشكلة مزعجة لأن عدم توافق المرشح مع ثقافة الشركة لا يظهر قبل مرحلة المقابلة الشخصية، مما يهدر وقت الشركة والنفقات المخصصة لعملية التوظيف.

إذا كان الوصف الوظيفي له أهمية كبيرة في الوصول إلى الأشخاص المناسبين، فما الممارسات التي يمكن اتباعها لكتابته بشكل أفضل؟ يفضِّل المُرشَّحون معرفة الكثير من التفاصيل المتعلقة بالوظيفة، لكن مع مراعاة عدم إرهاقهم بالكثير من مهام أو متطلبات العمل. لنلقِ نظرة فاحصة على هذا الأمر.

كيف يجذب الوصف الوظيفي الفعَّال الكفاءات المتميزة؟

فكر في تجاربك في سوق العمل: ماذا كانت سمات الوصف الوظيفي الذي أثار اهتمامك للتقدُّم للوظيفة؟ ما هي المعلومات التي كنت ترغب في توافرها في الوصف الوظيفي؟

، وما المعلومات التي دفعك عدم توفرها للإعراض عن التقدُّم للوظيفة؟ يمكنك استخدام تجربتك الخاصة في البحث عن عمل أثناء كتابة جميع أنواع الوصف الوظيفي. ستفهم أيضاً من خلال تجربتك الخاصة أهمية الوصف الوظيفي، لا سيَّما للخبراء وذوي المهارات الذين لديهم متطلبات أيضاً.

يبحث المتقدمون للوظائف أصحاب الكفاءات المتميزة عن الكلمات والعبارات التي تشير إلى فهم المؤسسة للوظيفة نفسها وقدرتها على تقديم الدعم الذي تتطلبه هذه المسؤوليات. يبحث بعض المُرشَّحين أيضاً عن امتيازات أو مزايا محددة مهمة لحياتهم، مثل التأمين الصحي أو حرية اختيار مكان العمل، ولا يفكرون في التقدم لوظيفة لا تتضمن أي بيانات عن تلك المزايا.

وقد يهتم آخرون بمعرفة المزيد عن ثقافة الشركة (كَشَف الاستبيان الذي أجرته شركة Indeed أن 71% من الباحثين عن عمل يرون أن ثقافة الشركة “مهمة جداً”) أو يهتمون بمعرفة كيفية تعاملها مع الموظفين، لذلك لا يرضيهم الوصف الوظيفي الذي يكتفي بتوضيح النقاط الأساسية فقط. قد يرغب هؤلاء الأشخاص في معرفة الأهداف الاجتماعية للمؤسسة أو مدى مرونة مواعيد العمل أو إذا كانت الشركة تفضِّل ترقية الموظفين من داخل الشركة. من المهم أن تفكر كيف ينافس هذا الوصف الوظيفي ما تقدمه المؤسسات الأخرى التي تبحث عن نفس الكفاءات، حيث سيتجه المُرشَّحون نحو الوصف الوظيفي المكتوب بشكل أفضل.

تؤدي التفاصيل وحسن التقدير دوراً مهماً، لكن ما النصائح الواقعية التي يمكن أن تساعدك في إعداد وصف وظيفي فعَّال لاستقطاب أفضل المُرشَّحين؟ لنلقِ نظرة على الخطوات المهمة.

كيف تكتب وصف وظيفي متميز؟

بشكلٍ عام، تُستخدم صيغة أساسية موحدة للوصف الوظيفي، حيث يبدأ بمسمى وظيفي دقيق ثم ملخص الوظيفة والمسؤوليات الأساسية والمتطلبات وما إلى ذلك، لكن الوصف الوظيفي المتميز يتخطى مجرد إتباع صيغة أساسية. إليك النقاط التي عليك أخذها في اعتبارك:

ما الذي تريده من هذه الوظيفة: تقترح مجلة هارفارد بزنس ريفيو التفكير في الوظيفة على المَدَيين القريب والبعيد. هل ستكون وظيفة دائمة؟ هل ستتغير المسؤوليات مع نمو الشركة؟ هل سيظل الموظف الجديد دائماً في نفس القسم أو الفريق؟ هل يُمكن نقله إلى قسم أو فريق آخر؟ ضع في اعتبارك أنه من الأفضل تعيين موظف يتمتع بإمكانيات يمكن تنميتها ليتعلّم بمرور الوقت ويصبح مناسباً للدور الوظيفي، ففي هذه الحالات تكون القدرة على التعلُّم أكثر أهمية من التحلي بجميع المهارات المناسبة، ولكن إذا كان يجب توفر خبرة فورية لمعالجة مشكلة حالية، من الأفضل البحث عمن يتمتع بالخبرة والمهارات المطلوبة.

استشر الموظفين الذين يشغلون وظائف مشابهة في المؤسسة: إنها خطوة مهمة كثيراً ما تُغفل عند كتابة الوصف الوظيفي. ابحث عن الموظفين الذين يشغلون وظائف مشابهة في الشركة، وتحدث معهم أو تعرف على آرائهم بشأن وظيفتهم. اطلب منهم توضيح المهام التي يتحملون مسؤوليتها بالفعل بالمقارنة بالمهام المسجلة في الوصف الوظيفي، ولاحظ أي اختلافات في أدوارهم الوظيفية الحالية. قد تكتشف أنك في حاجة إلى وصف مختلف تماماً أو حتى وظيفة أخرى. اسألهم أيضاً عن رأيهم في الأجر الذي يحصلون عليه وكيفية قياس النجاح في هذا المنصب ومدى رضاهم عن وضعهم في الشركة وما إلى ذلك.

تجنَّب إضافة مؤهلات غير ضرورية: ألقِ نظرة على متطلبات الوظيفة واسأل نفسك إذا كان كل مطلب منها ضرورياً بالفعل أم لا. هل تحديد عدد سنوات الخبرة أمراً ضرورياً بالفعل أم هل يستطيع الموظف تعلُّم أغلب المهام أثناء تأدية العمل بالفعل؟ هل تتطلب الوظيفة شهادة أكاديمية بعينها؟ وإذا كان الأمر كذلك، لماذا يجب الحصول على هذه الشهادة بالتحديد؟ وهل يمكن قبول أي درجة علمية أخرى بدلاً منها؟ هل يجب أن يكون الشخص على دراية بكيفية استخدام منصة محددة أو تطبيق محدد أم يكفي أن يكون على دراية ببرنامج مشابه؟ أيضاً، هل يجب الحصول على الشهادة مقدماً أم هل يمكن أن يكون الحصول على الشهادة جزء من التدريب على العمل بتمويل من الشركة؟ كثيراً ما ستجد افتراضات يمكنك حذفها من الوصف الوظيفي لتجعله ملائماً للمُرشَّحين من مختلف الخلفيات. ولا تكتب متطلبات لوظيفة ما لمجرد أنها تُضاف دائماً، وافصل بين المهارات الضرورية والمهارات الإضافية.

تجنَّب الأسلوب غير الاحترافي: قد تُعطي الكثير من العبارات انطباعاً خاطئاً أو تجعل الباحث عن عمل يعتقد أن الوظيفة لا تناسبه. تجنب المبالغة في استخدام صفات التذكير أو التأنيث لوصف الوظيفة، واحذف عبارات مثل “مهتم بعمله” أو “طموح” والكلمات المشابهة، لأنها لا تضيف قيمة للوصف الوظيفي، وقد تجعل الكثير من المُرشَّحين المؤهلين يرفضون التقدُّم للوظيفة.

كن واضحاً في التعبير عن ثقافة الشركة: لن يعلم الباحثون عن عمل أي شيء عن ثقافة الشركة ما لم تخبرهم، إذا كانت شركة ناشئة وتتطلب إنجاز الكثير من العمل في أوقات غير معتادة أو تتبع نهجاً تنظيمياً أفقياً يتطلب الكثير من التعاون، فاذكر ذلك أيضاً. من المفيد عادة أن تضيف فقرة مخصصة لوصف الشركة وطبيعة العمل بها والثقافة التي تهتم بتنميتها لتحفِّز الباحثين عن عمل لتفضيل العمل لدى مؤسستك مقارنة بأي شركة مشابهة.

اكتب مهام الوظيفة بوضوح: يجب أن يكون هذا القسم شاملاً قدر الإمكان، ولكن بشكل سهل القراءة (تقترح Forbes Advisor تقسيم المهام الوظيفية بحيث تتراوح من 8 إلى 14 نقطة). ستستفيد كثيراً من الاستبيان الذي أجريته بشأن الوظائف المشابهة، خاصة إذا كانت النتائج مخالفة لتوقعاتك.

تأكد من كلماتك الرئيسية: إنها خطوة في غاية الأهمية لعمليات البحث الإلكتروني. لاحظ أن وصف مسؤوليات ومتطلبات العمل بدقة سيضيف كلمات رئيسية مفيدة. وتأكد أيضاً من مراجعة المسمى الوظيفي والتأكد من دقته وتوافقه مع مصطلحات مجال العمل. لا تبتكر مسمى وظيفي غير مألوف أو تستخدم لغة غير واضحة لوصف الوظيفة، لأن ذلك لن يساعدك في التميُّز عن الآخرين، بل سيجعل ظهور الوظيفة في عمليات البحث أكثر صعوبة.

استراتيجيات أخرى لاستقطاب الموظفين ذوي الإمكانيات الواعدة

  • دعم ثقافة التعلم التي تتيح للموظفين مجالاً واسعاً للترقي وبناء مهاراتهم الشخصية في الوقت نفسه.
  • توضيح الفرص المستقبلية بالتفصيل في الوصف الوظيفي، حتى يتأكد المُرشَّحون من وجود فرص للتطور.
  • دعم الفرص بمناقشة أمثلة محددة خلال مقابلات العمل، مثل شخص آخر ترقَّى بعد شغل وظيفة مشابهة، وأيضاً خطط التدريب أو أنظمة التمويل التي تقدمها الشركة وقد تكون مهمة للمُرشَّح، وغير ذلك من المحفزات.
  • امنح الموظفين بعض الحرية في العمل، كلما أمكن. الموظفون ذوو الإمكانيات الواعدة عادة ما يتمتعون بأخلاقيات عمل متميزة، وسيقدِّرون الوظائف التي تتيح لهم اختيار مكان العمل وكيفية أداء العمل، بما في ذلك خيارات العمل عن بُعد، حيث إن التأكيد على المرونة يساعد في استقطاب أفضل الكفاءات.
  • وضِّح الجوائز والإشادات التي حصلت عليها الشركة، إن أمكن، حيث إن أفضل الكفاءات يريدون العمل في شركة تحظى بسمعة طيبة. إذا لم تحصل الشركة على عدد مناسب من الجوائز، ركِّز على مستقبل الشركة وتطلعاتها، لأن أفضل المُرشَّحين سيريدون أن يكونوا جزءاً من هذه الرؤية.
  • خذ وقتك في البحث عن وظائف مشابهة على مواقع التوظيف الإلكترونية. إذا أعجبك وصفاً وظيفياً أو ملخصاً لشركة، تأمل أسلوب الكتابة واستخدمه في عملية استقطاب الموارد البشرية لشركتك.
  • لا تضيِّع وقت أحد، فأفضل الكفاءات ليسوا مطلوبين بكثرة فحسب، بل لا يتعاملون مع الشركات التي تضيع وقتهم. لذلك عليك تسريع عملية التوظيف بكل طريقة ممكنة.
  • اعرف المزيد عن العناصر التي تجذب أفضل الكفاءات

    الوصف الوظيفي المتميز بداية جيدة، لكن يوجد الكثير من العناصر الأخرى التي قد تساعدك في جذب أفضل المرشحين ودعمهم لتطوير مسارهم المهني في مؤسستك. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد، فإننا في نوليدج سيتي نقدم عدة دورات تدريبية ستزودك بمعلومات أساسية وممتازة في هذا الموضوع. يمكنك البدء بمقدمة عن توظيف أصحاب الإمكانيات الواعدة، وهي دورة تدريبية تقدم لك معلومات قيِّمة بشأن توضيح رؤية الشركة وتأهيل الموظفين ذوي الإمكانيات الواعدة لبدء العمل في شركتك.

    إذا كانت مؤسستك المزدحمة بالمشاغل تحاول جذب الكفاءات من عدة مصادر في نفس الوقت، فقد تكون مهتماً بالاطلاع على دورتنا التدريبية مقدمة عن استقطاب المواهب.

المقال التالي
المقال السابق
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اشترك في نشرتنا الدورية

انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.

حدد المواضيع التي ترغب في الاشتراك فيها