كيف تستطيع تكنولوجيا الموارد البشرية المساعدة في الحد من الاحتراق الوظيفي؟

كيف يستطيع مديرو الموارد البشرية الحد من الاحتراق الوظيفي؟ سؤال مُلِح يجب الإجابة عنه. لقد أصبحت زيادة معدلات الاحتراق الوظيفي مؤخراً مشكلة كبيرة في عالم الشركات، وللأسف لا يبذل الكثير من أصحاب العمل الجهد اللازم لمساعدة الموظفين في التعامل مع الضغط النفسي. لكن ما أساس الاحتراق الوظيفي؟

كيف تستطيع تكنولوجيا الموارد البشرية المساعدة في الحد من الاحتراق الوظيفي؟

كيف تستطيع تكنولوجيا الموارد البشرية المساعدة في الحد من الاحتراق الوظيفي؟

 

ما المقصود بـ الاحتراق الوظيفي؟

وفقاً لما نُشر على موقع مايو كلينك، الاحتراق الوظيفي هو حالة من الإنهاك البدني أو النفسي تشمل أيضاً إحساساً بتراجع معدل الإنجاز وفقدان الهوية الشخصية.

وفقاً للمسح السوقي الذي أجرته شركة ديلويت عام 2021 على 1000 موظف بدوام كامل، أقرَّ 77% من المشاركين بأنهم تعرَّضوا للاحتراق الوظيفي في العمل، كما أكَّد 99% من المشاركين أن عدم السيطرة على الضغوط والشعور بالإحباط يؤثر سلباً في جودة عملهم، بينما أكَّد 83% منهم على تأثر علاقاتهم الشخصية سلباً بسبب الاحتراق الوظيفي، حتى الموظفون الذين يتمتعون بشغفٍ حقيقي بعملهم يُقِرُّون أنهم يشعرون بالضغط النفسي بين الحين والآخر. 

توضح هذه الإحصاءات عمق تأثير الاحتراق الوظيفي على الموظفين ومستوى أدائهم، لذلك فإن هذا الارتفاع الملحوظ في معدلات الاحتراق الوظيفي العالمية في الشركات من مختلف المجالات يجعل مديري الموارد البشرية في حالة من اليقظة والتأهب.

استناداً إلى الاستبيان نفسه، نوضح لك فيما يلي الأسباب الرئيسية للاحتراق الوظيفي في الشركات المختلفة:

  • عدم حصول الموظفين على الدعم أو التقدير من قادة العمل (31%)

  • المواعيد النهائية غير الواقعية أو التوقعات غير المنطقية للنتائج (30%)

  • العمل باستمرار لساعات طويلة أو في عطلات نهاية الأسبوع (29%)

يجب أن يعرف جميع مديري الموارد البشرية مسؤولياتهم تجاه الموظفين فيما يتعلق بالحد من الاحتراق الوظيفي في العمل.  

من أفضل الوسائل لتحقيق ذلك استخدام تكنولوجيا الموارد البشرية. تابِع القراءة لتحصل على معلومات تفصيلية مستندة إلى أبحاث بشأن طرق استخدام تكنولوجيا الموارد البشرية لتحسين الإنتاجية والحد من الاحتراق الوظيفي.

كيف يمكن لتكنولوجيا الموارد البشرية الحد من الاحتراق الوظيفي؟

إليك خمس طرق لاستخدام تكنولوجيا الموارد البشرية للحد من الاحتراق الوظيفي:

تشجيع الموظفين على الاستفادة من الإجازات مدفوعة الأجر

تسليط الضوء على أهمية فترات الراحة

توفير برنامج فعَّال لدعم الموظفين

جعل إدارة التغيب عن العمل من أهم الأولويات

مكافأة الموظفين وتقدير مجهوداتهم

تشجيع الموظفين على الاستفادة من الإجازات مدفوعة الأجر

تؤدي الإجازات مدفوعة الأجر دوراً مهماً في تقليل الضغط النفسي أو الاحتراق الوظيفي في مكان العمل. 

ولهذا السبب، يجب على جميع مديري الموارد البشرية تشجيع الموظفين باستمرار على الاستفادة من هذه الإجازات.

قد تجد صعوبة في تنظيم إجازات الموظفين لعدة أسباب، منها طلب أغلب الموظفين لنفس أيام الإجازات، لكن يجب أن يبتعد الموظفون عن العمل بعض الوقت للاسترخاء والمشاركة في الأنشطة الأخرى التي يحبونها. 

بفضل التكنولوجيا، أصبح تنسيق إجازات الموظفين أكثر سهولة وفعالية، وأصبح بإمكان جميع الموظفين تسجيل أيام الإجازات التي تناسبهم وتناسب الشركة، دون الحاجة إلى ملء استمارة خاصة.

  • تسليط الضوء على أهمية فترات الراحة

يُفضِّل بعض الموظفين إنجاز مهامهم أو الوفاء بالمواعيد النهائية قبل أخذ فترات الراحة، مما قد يؤدي إلى انشغالهم أغلب الوقت وحصولهم على فترات راحة قليلة فقط (أو عدم حصولهم على فترات راحة نهائياً)، الأمر الذي يزيد ضرره عن نفعه، لذلك على مديري الموارد البشرية التأكيد على أهمية فترات الراحة لجميع الموظفين.

تشجيع الموظفين على قضاء بضع دقائق بعيداً عن العمل للشعور بالهدوء والاسترخاء يساعد كثيراً في تحفيزهم ويؤثر في إنتاجيتهم بشكل إيجابي.

على سبيل المثال، بعض البرامج الحديثة المصممة لتتبع الوقت تساعد مديري الموارد البشرية على ملاحظة الموظفين الذين يعملون بلا كلل دون أخذ فترات راحة.

ويستطيع مديرو الموارد البشرية استخدام تلك المعلومات في التأكد من حصول الموظفين على فترات الراحة في موعدها، بدلاً من العمل دون توقف.

أظهرت الدراسات أن الحصول على فترات الراحة قد يقلل من الاحتراق الوظيفي ويحافظ على تحقيق مستوى عالٍ من الأداء، أي أن الموظفين الذين يحصلون على فترة راحة للغداء خلال أوقات العمل أقل عُرضة للشعور بالإجهاد.

يُعد وقت الراحة الذي توفره للموظفين بمثابة استثمار في صحتهم النفسية، مما يؤدي إلى نتائج مثمرة. والنتائج المثمرة في هذه الحالة هي شعور الموظفين بالراحة وعملهم بمزيد من التفاني وتحقيقهم مستوى عالٍ من الإنتاجية، دون التعرُّض للاحتراق الوظيفي أو الضغط النفسي.

  • توفير برنامج فعَّال لدعم الموظفين

توفير أجواء عمل تُعزِّز الأمانة والصراحة والشفافية أمر مهم للغاية، ولا توجد وسيلة لتحقيق ذلك أفضل من تقديم برنامج دعم الموظفين.

برامج دعم الموظفين الفعَّالة تتيح للموظفين الوصول إلى الخبراء والحصول على الدعم على مدار الساعة طوال العام. 

يستطيع مديرو الموارد البشرية استخدام استراتيجية برنامج دعم الموظفين كدليل عند التعامل مع القضايا الحساسة المتعلقة بالموظفين.

بالإضافة إلى ذلك، يتيح هذا البرنامج لمديري الموارد البشرية مساعدة الموظفين وتعزيز الأجواء الإيجابية في العمل، التي تحد من احتمالية حدوث الاحتراق الوظيفي في المستقبل.

  • جعل إدارة التغيب عن العمل من أهم الأولويات

تزداد احتمالية تغيب الموظفين الذين يتعرَّضون للضغط النفسي أو الاحتراق الوظيفي عن العمل أحياناً. 

ويحدث ذلك في الأيام التي يشعر بها الموظفون أنهم غير مهيئين ذهنياً لأداء مهامهم بشكل مثالي. وفي هذه الحالة، يرى الموظف أنه من الأفضل ألا يذهب للعمل، مما يؤثر في معدل حضوره. 

في أغلب الحالات، يشير ذلك إلى أن الأمور ليست على ما يرام في ذلك اليوم، لكن إذا تحول التغيب إلى أمر معتاد بين الموظفين، قد يشير ذلك إلى وجود مشكلة. 

يمكنك معالجة الموقف من خلال مناقشة الأمر مع الموظفين المعنيين لمعرفة الأسباب الرئيسية للتغيب المستمر عن العمل.

يُفيد استخدام برامج إدارة التغيب في تحديد أنماط التغيب ورصد المشكلات المحتملة مبكراً، حتى لا يفوِّت مديرو الموارد البشرية المعلومات المهمة التي يمكن أن تؤثر في الإنتاجية في مكان العمل.

  • مكافأة الموظفين وتقدير مجهوداتهم

وفقاً لما نُشر على موقع Achievers.com، فإن عدم حصول الموظف على التقدير من أسباب زيادة معدل الاحتراق الوظيفي، بل والاستقالة أيضاً، في بعض الحالات. يعمل الموظفون بشكل أفضل عندما يلاحظون أن جهودهم محل تقدير ومكافأة.

يُعد تقدير الموظفين وسيلة فعَّالة لتعزيز رضا الموظفين والاحتفاظ بهم، وتؤدي اللقاءات الاجتماعية الشهرية أو الوجبات الخفيفة المجانية أو المبالغ المالية أو الهدايا دوراً هائلاً في تحفيز الموظفين على بذل قصارى جهدهم في العمل.

من المؤكد أنه إذا شعر الموظفون بأهمية عملهم للشركة، لا بد أن يشجعهم ذلك على بذل المزيد من الجهد.

مصادر إضافية

إننا في نوليدج سيتي نوفر للموظفين مجموعة كبيرة ومتميزة من دروس الفيديو والدورات التدريبية الغنية بالمعلومات للمساعدة في الحد من الاحتراق الوظيفي. 

ستجد لدينا الكثير من المصادر المهمة والمفيدة لجميع مديري الموارد البشرية من ذوي الخبرة، مثل دورة التوازن بين العمل والحياة الشخصية ودورة فن التحفيز وغيرهما من الدورات التدريبية المفيدة.

المقال التالي
المقال السابق
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اشترك في نشرتنا الدورية

انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.

حدد المواضيع التي ترغب في الاشتراك فيها