كيف تبني قوة عمل تتسم بالمرونة؟

كيف تبني قوة عمل تتسم بالمرونة؟

كيف يمكن للشركات أن تحقق ازدهاراً في عصر يشهد اضطرابات مستمرة؟ إن مفتاح تحقيق الشركات للنجاح هو المرونة التي يتحلى بها موظفوها. 

وفقاً لقاموس كامبردج، المرونة هي “القدرة على الرجوع السريع إلى الوضع السابق المستقر بعد التعرض للمشكلات. “إنها القدرة على التكيُّف مع الصعوبات والشدائد، وهي مهارة مهمة لأنها تساعدك على التغلب على التحديات واجتياز المعوقات التي قد تواجهها.

كيف تبني قوة عمل تتسم بالمرونة؟

كيف تبني قوة عمل تتسم بالمرونة؟

تُعد مرونة قوة العمل سمة فارقة تميز الشركات التي تحقق النمو والازدهار عن نظيراتها التي تعاني من التخبُّط. وفقاً لاستبيان أجرته برايس ووترز هاوس كوبرز، يدرك قادة الشركات ما تحققه المرونة من مزايا تنافسية، حيث ذكر 89% منهم أن المرونة تُعد “واحدة من أهم أولوياتهم المؤسسية الاستراتيجية”.

إن القدرة على التمسك بهذه المهارة بثقة – على الرغم من الاضطرابات التي تواجهنا – تتطلب امتلاك العناصر الأساسية للمرونة. لكن ما هي هذه العناصر، وكيف يمكن غرسها في فرق العمل وإرسائها في ثقافة مكان العمل؟ 

لنبدأ بتوضيح كيف تبدو قوة العمل التي تتمتع بالمرونة.

ما هي قوة العمل المرنة؟

عرَّف موقع Hubspot المرونة في مكان العمل بأنها عبارة عن “مجموعة من الموظفين الذين يشعرون بالاستقرار والأمان والقدرة على التعامل مع تحديات العمل والضغوط اليومية والتغييرات المؤسسية دون أن يفقدوا الحافز أو الرغبة في المشاركة”. فكيف يبدو التطبيق العملي لهذا التعريف؟

يقيم الموظف الذي يتمتع بالمرونة علاقات قوية مع زملائه، ما يعزز شعوره بالانتماء، حيث يزدهر معظم الموظفين وينجحون بفضل ما لديهم من علاقات مع أقرانهم.

كذلك من العلامات الأساسية للمرونة أن يكون الموظف فرداً فعّالاً في الفريق، فيكون مستعداً دائماً لبذل ما في وسعه لتحقيق التقدم لصالح الفريق والوصول إلى حلول مفيدة لجميع الأطراف. يدرك الموظفون أن تهيئة أجواء إيجابية في مكان العمل أمر لا يقل أهمية لتحسين الإنتاجية عن حضورهم اليومي إلى العمل. 

يمتلك الموظفون الذين يتحلون بالمرونة مهارات تواصل متميزة، حيث إنهم يجرون نقاشات بناءة مع فرق العمل التي يعملون بها مما يمكنهم من حل النزاعات، دون الحاجة إلى إشراك قسم الموارد البشرية في حلها. يساعد ذلك في تعزيز الثقة بين أفراد الفريق، وهذه سمة أخرى مميزة من سمات المرونة، وهي ضرورية لتمكين الزملاء من تحقيق الأهداف الخاصة بكل منهم وكذلك أهداف المؤسسة ككل.

فوائد المرونة في مكان العمل

لا تُعد هذه مبالغة في ذكر فوائد المرونة في مكان العمل، فتحلي فرق العمل بالمرونة يدفع المؤسسة إلى الأمام مما يؤدي إلى تحسين هوامش الربح بها واكتساب رضا العملاء. كذلك بإمكان الفرق المرنة ابتكار أفكار أفضل وتحقيق معدلات أعلى في الاحتفاظ بالموظفين

عندما يكون الموظفون قادرين على الرجوع إلى الوضع الأساسي بعد وقوع أخطاء، سيؤدي ذلك إلى الحد من إهدار الموارد، وستقل المهام التي عليهم إعادة تنفيذها. لا تتوقف ثمار المرونة عند ارتفاع هوامش الربح، بل ستقود الشركة إلى تحسين مستوى رضا العملاء نظراً لإنجاز العمل كما ينبغي منذ المرة الأولى.

إذا كان معدل مشاركة الموظفين مرتفعاً وكانوا يشعرون بالأمان في بيئة العمل، فستزداد احتمالية ابتكارهم لأفكار تساعد على توفير التكاليف وتحسين مستوى رضا العملاء. قد تأتي هذه الأفكار المبتكرة في صورة تصميمات جديدة أو إجراءات موفرة للمال أو ممارسات للعمل داخل الشركة.

أما فيما يخص تأثير المرونة على الاحتفاظ بالموظفين، فغالباً ما يترك الأشخاص وظائفهم الحالية في الشركات بسبب عثورهم على فرص أو رواتب أفضل في مكان آخر. في المقابل، تزيد احتمالية بقاء الموظفين المرنين في أماكن عملهم الحالية حتى إذا ظهرت أمامهم فرص ورواتب أفضل في أماكن أخرى، وذلك لأن من يتمتعون بمرونة أكبر لا يعانون من ضغوط شديدة في العمل. حتى عندما يتعرض هؤلاء الموظفون لضغوط، فإنهم يستطيعون التعامل معها بأسلوب أفضل. وذلك بدوره يقلل من شعور الموظفين بالإنهاك ويجعلهم أكثر رضا بوظائفهم.

من الملحوظ أيضاً أن الموظفين المرنين يشهدون تحسناً من حيث التحفيز وإنتاجية العمل، إذ يتسم هؤلاء الموظفون بأنهم أكثر إنتاجية. كذلك الموظفون الذين يتمتعون بدعم أصحاب العمل غالباً ما يكرسون جُلّ جهودهم لمصلحة الشركة. فعندما يشعر الموظف المرن بالدعم من جهة عمله، فهو يبدع في تقديم المزيد من الأفكار ويتمكن من التكيف مع ما يتعرض له من مواقف جديدة على نحو يفوق أقرانه ممّن لا يحصلون على الدعم الكافي.

تساعد قوة العمل التي تتسم بالمرونة على اكتشاف نقاط الضعف التي تعاني منها الشركة، بل وتعمل على تحسين قدرات أفراد الفريق أيضاً، إذ يتعلم كل موظف العناية بالذات وممارسة اليقظة الذهنية في غير أوقات العمل، وبذلك يكون أكثر قدرة على العودة إلى طبيعته بعد التعرض لأي موقف صعب، مما يعني بالتبعية الحد من احتمالات تأثير الأحداث أو المشكلات الخارجية على أدائه في العمل. 

كذلك للمرونة في العمل فائدة إضافية. ففي ظل وجود فريق مرن وقائد مخلص، لا تتسبب الاضطرابات التي قد تتعرض لها المؤسسة مثل الجرائم الإلكترونية أو غيرها في تباطؤ مسيرة الشركة، حيث إن ما يتحلى به الفريق من المرونة سيسمح لهم بالرجوع إلى الوضع المستقر في غضون فترة قصيرة.

كيف يمكن أن يكتسب فريق العمل المرونة؟

أولى خطوات إرساء المرونة كمهارة لدى الموظفين هي تقديم تدريب كامل وملائم لهم. يجب أن يتلقى الموظف تدريباً كافياً حتى يصبح قادراً على أداء مهامه بمفرده، كذلك يجب أن يكتسب مهارات مستدامة تساعده على تحقيق النجاح في المستقبل.

على قادة الأعمال أيضاً تخصيص الوقت اللازم لتعريف الموظفين بما يحققه عملهم من منافع للآخرين، فالإنسان يسعد إذا كان لعمله رسالة ذات معنى. وكلما أدرك الموظف مدى أهمية الأثر الذي يحققه من خلال عمله، ازداد استمتاعه به.

من الخطوات المهمة أيضاً لتنمية مهارة المرونة لدى الموظفين إطلاعهم على المستجدات المهمة، فإذا كانت الشركة بصدد إجراء تغييرات كبرى أو اتباع توجه جديد، يجب أن يعرفها الموظفون قبل حدوث التغيير بالفعل.

كذلك من الضروري السماح للموظفين بالتعبير عن آرائهم وأفكارهم. فعندما يسأل صاحب العمل أفراد الفريق عن أفكارهم بشأن التغييرات التي تجريها الشركة وعما يحتاجون إليه بهذا الصدد، وعن كيفية جعل المرحلة الانتقالية أكثر سهولة وسلاسة بالنسبة لهم، ومن ثم تنفيذ بعض مقترحاتهم، فإنه بذلك يهيئ مساحة لإرساء روح التعاون والثقة.

إذا لم تكن الشركة تعلم كيف يمكنها البدء في هذه العملية، فيكفي أن تحافظ على خط تواصل مفتوح مع الموظفين للبدء في إرساء المرونة في مكان العمل.

إذا شعر أفراد الفريق بعدم وجود فرص للنمو داخل المؤسسة، فسوف يبدؤون في فقدان الحافز للعمل. في هذه الحالة، مهما أخبرت موظفيك بأنهم محل تقدير، لن يكون لذلك صدى لديهم إذا شعروا بالتجاهل المستمر في الترقيات أو وجدوا أن الشركة تفضل اختيار موظفين من الخارج في مناصب عليا بدلاً من أن ترقيهم لنيل هذه المناصب، ومن ثم فسوف يبدؤون في التراخي. وهذا من شأنه أن يجعل إرساء المرونة المؤسسية أمراً صعباً لأن الموظفين سيصبحون أقل حماساً للتعامل مع التحديات التي تواجههم في العمل.

عندما تبدأ الشركة في النمو وتظهر الحاجة إلى تعيين أشخاص في مناصب جديدة، يجب التركيز على تعيين أشخاص من داخل الشركة أولاً. على صاحب العمل أن يدرس ترقية الموظفين الحاليين إلى هذه المناصب، ويجري مقابلات معهم قبل أن يقرر دراسة خطوة تعيين أشخاص من الخارج.

لكن الترقيات ليست كل ما يحتاج إليه الموظفون بالطبع، لذلك على القادة أن يولوا الاهتمام لأمور أخرى أيضاً مثل منح المكافآت ومزايا المرونة في ساعات العمل والإجازات وزيادة الرواتب وتخصيص مساحات ملائمة للمكاتب.

هناك أوقات قد يشعر فيها الإنسان بالضغط والإنهاك، لذلك يحتاج الموظف إلى أن يطمئن إلى وجود مجتمع داعم له يشد من أزره في مثل هذه الأوقات. من هنا نجد أن استعداد أفراد الفريق لتقديم الدعم إلى بعضهم بعضاً أمر في غاية الأهمية. 

كذلك من المهم تقديم ملاحظات تقييمية للموظفين بانتظام بحيث تركز على فرص التحسين وتثني على الموظف عندما يحسن أداء عمله. فالموظف يشعر بالفخر عندما يجد أن عمله الجيد لاقى التقدير الذي يستحقه، بل وسيدفعه ذلك إلى بذل جهد أكبر لثقته بأن جهوده محل تقدير. 

من الجوانب الأخرى المهمة المترتبة على إرساء ثقافة المرونة تحسين صحة الموظفين. تدفع شركات عديدة الموظفين لديها إلى حافة الانهيار، بسبب قلة الإجازات المدفوعة وعدم الاهتمام الكافي بالصحة النفسية. ومن ثم على الشركة التي ترغب في الحفاظ على المرونة على الرغم من الاضطرابات التي قد تتعرض لها أن تتخلي عن هذا الأسلوب. فإذا لم تبدِ الشركة الاهتمام الكافي لموظفيها، فكيف تتوقع أن يبدي الموظفون اهتماماً بوظائفهم؟

على الشركة السماح بعدد كافي من أيام الإجازات حتى لا يجد الموظف نفسه مضطراً إلى الاختيار ما بين الذهاب إلى العمل وهو مريض أو الحصول على إجازة. كذلك يجب على الشركة ألا تمارس ضغطاً ولا توجه لوماً إلى الموظف إذا طلب إجازة لهذه الأسباب.

يجب أن يتمكن الموظف من الحصول على إجازة إذا شعر بتعب بدني أو نفسي دون أن يخشى خسارة فرصة الترقية أو فقدان أي استحقاقات أخرى.

على الشركات ألا تغفل أيضاً أن للموظف حياة خاصة خارج العمل. فربما يحتاج إلى ساعات مرنة أو إجازات لرعاية فرد مريض في عائلته أو للتعامل مع ظرف غير متوقع. ووفقاً لهارفارد بزنس ريفيو، غالباً ما يكون الموظف الذي يحقق توازناً صحياً بين العمل وحياته الشخصية أكثر إنتاجية من غيره. 

جدير بالذكر أن الشركات غير مضطرة أبداً إلى تحقيق كل ذلك دون مساعدة، فالعديد من الشركات تستعين بوسائل تقنية تحقق المرونة وتساعدها على الصمود في مواجهة الفترات العصيبة. من أمثلة الوسائل التي تحقق هذا النوع من المرونة الإجراءات الأمنية التي تكافح البرامج الضارة، والعمل المؤتمت الذي تجريه بعض الأنظمة أو البرمجيات، وأنظمة الاحتفاظ بكشوف الرواتب والموردين وغيرها من المعلومات المهمة.

الوسائل التقنية التي تحقق المرونة تسمح للشركات بجمع كل معلوماتها المهمة في مكان واحد، مما يُمكِّن الشركات من اكتشاف ما قد يطرأ من مشكلات وإيجاد حلول لها بسرعة أكبر. كما تتيح هذه المرونة إجراء اختبارات مستمرة للأنظمة الأساسية والاحتياطية تحسباً لوقوع أي أخطاء.

تعتقد بعض الشركات أن هذه الوسائل التقنية تكفي لضمان سير العمل بسلاسة. لكن عندما يتعطل سير العمل، ولا تتوفر صورة واضحة لتسلسل القيادة والأدوار بين الموظفين، فستقع المشروعات في حالة من الفوضى. هنا تبرز أهمية تحلي فريق العمل بالمرونة.

إن الجمع بين الوسائل التقنية التي تحقق المرونة وتحلي الموظفين بالمرونة يعني تمتع الشركة بجدار دفاع ثانٍ في أوقات الاضطراب التي تتعرض لها. لا نغفل أيضا أهمية دعم الموظفين عندما تأخذ الأمور مساراً سيئاً، فذلك هو ما يمنحهم الثقة التي تعينهم على الاستمرار في العمل، حتى إن وقعت أخطاء أو حدثت اضطرابات.

أهمية تحلي القيادة بالمرونة

يتسم بعض الموظفين بطبيعتهم بالمرونة ويقدمون الدعم الكافي لأصحاب العمل أكثر من غيرهم بغض النظر عن طبيعة الموقف الذي يواجهونه. بيد أن مرونة الموظفين وحدها لا تكفي. 

قد يجد صاحب العمل الذي لا يستعين إلا بموظفين مرنين أن إنتاجيتهم تتراجع وأن معدل دورانهم ليس بأفضل حال. قد يعود ذلك إلى أن الموظف الذي يتحلى بالمرونة يواجه قيوداً أو ضغوطاً تحول دون عودته إلى حالته المستقرة قبل المرور بالأزمات، وذلك إذا لم يكن لديه قائد يتسم بالمرونة أيضاً وقادر على تقديم الدعم له. 

يؤثر القائد الذي لا يتحلى بالمرونة سلباً على الإنتاجية لأنه قد يضغط بشدة على فريقه. لذلك فحتى الموظفون الذين يتحلون بالمرونة، لكنهم لا يجدون دعماً من قادتهم ولا يثقون في وقوفهم في صفهم، قد يفقدون مرونتهم بمرور الوقت. 

من صفات القائد المرن أن يشجع فريقه على تقديم أداء أفضل ويستقبل الإخفاقات بعقلية إيجابية دون أن ينفث غضبه في أفراد الفريق. كذلك يستطيع القائد المرن أن يوجه فريقه إلى اكتساب قدر أكبر من المرونة عبر النظر للأمور بنظرة إيجابية، وتقديم مقترحات بناءة وتشجيع الموظفين على طرق نمو يغفل عنها كثيرون. كما يجب على القائد المرن أن يحقق التوازن بين البقاء بالقرب من أفراد فريقه والحفاظ على مكانته القيادية.

يفهم القائد المرن الناجح أن دوره هو توجيه أفراد الفريق وليس إملاء التعليمات عليهم. ويحرص هذا النوع من القادة على تقديم الدعم لأفراد فريقه عندما يعانون من صعوبات أو ضغوط بسبب مهام العمل المطلوبة. كما أنه يشجعهم على أخذ فترات راحة للحفاظ على صحتهم النفسية والبدنية.

يعمل القائد المرن على تهيئة بيئة تشجع على إرساء المرونة داخل الفريق، فالموظفون المرنون بالفعل يزدادون مرونة، ومن لا يتمتع بالمرونة من بينهم سيتمكن من الازدهار تحت قيادته. 

من سمات القائد المرن أنه يحافظ على تماسك الفريق ويدعم الموظفين بالقدر الكافي حتى عند ظهور المشكلات، وبذلك لن يضطرون إلى البحث عن فرص جديدة في أماكن أخرى. لذا على القائد المرن أن يتحلى بالثقة والثبات الانفعالي كي يتمكن من قيادة فريقه بذهن صافٍ وأسلوب هادئ حتى إن لم تكن الأمور تسير كما هو مخطط لها.

إذا لم يكن القائد يمتلك هذه الصفات فسوف يتسبب في فشل فريقه، مما سيبث في أفراده شعوراً بالخوف من المستقبل المجهول وعدم الثقة في عملهم. كذلك قد تنخفض الروح المعنوية للفريق سريعاً وتتراجع مرونته أثناء مثل هذه الفترات. 

كيف يمكن الحفاظ على المرونة

بمجرد أن ترسخ الشركة المرونة في عقلية موظفيها، يجب أن تعمل للحفاظ عليها. فمثلما تريد الشركة من موظفيها مواصلة النمو وتحسين العمل، يجب أن تكون قياداتها على استعداد لفعل الشيء ذاته لأجل الموظفين. كما يجب أن تعترف بأخطائها وتجري التعديلات اللازمة التي من شأنها دعم قوة العمل بشكل أفضل.

من الطرق التي تعين الشركات على فعل ذلك مَد خط تواصل مفتوح بينها وبين الموظفين. إذا خصص مديرو الشركة وقتاً للتعرف على المشكلات التي يواجهها الموظفون والاستماع إلى شكاواهم وإجراء التغييرات اللازمة لوضع الأمور في نصابها الصحيح، فسوف يتمكنون من الحفاظ على مرونة الموظفين. 

يجب أن يظل مستوى مرونة قوة العمل ثابتاً حتى عندما يصل الموظفون الفعّالون إلى سن التقاعد، وتحل محلهم فرقاً جديدة. من أجل تحقيق هذا الهدف، على المؤسسة أن تأخذ الأمر على عاتقها ولا تتهاون فيه قط، فالتركيز المستمر على التشجيع على إرساء ثقافة المرونة يهيئ بيئة عمل تتسم بالقوة وتساعد على النمو، مما يخلف طيب الأثر على الموظفين الجدد أيضاً. 

على الشركات أن تصب تركيزها على هدفها  على الدوام، وذلك من خلال تذكر الأسباب التي دعتها إلى الاهتمام بمرونة قوتها العاملة منذ البداية، والنتائج المثمرة التي حققتها نتيجة إرساء هذه الثقافة في الشركة، حتى لا تصبح المرونة أمراً مُسلماً به.

الموظف المرن يقدم أداء أفضل عندما يعلم أن عمله يُحدِث فارقاً، ومن ثم فمما يشجع الموظفين على مزيد من المرونة وتقدير العمل، الحديث عن الأشخاص الذين ساعدهم هذا العمل، أو عدد العملاء الراضين والعائدين للشركة، أو المراجعات الإيجابية التي تلقتها الشركة.

 يجب أن تحرص المؤسسات على تحسين مرونة موظفيها كلما أمكن. لكن علينا أن ننتبه إلى أن نجاح بعض الخطوات التي تحدثنا عنها في إرساء ثقافة المرونة على مدار بضعة أعوام، لا يعني أنها سوف تحقق نجاحاً دائماً، لذلك على الشركات كلما نمت وتوسعت أن تهتم بزيادة الاستحقاقات والدعم الذي تقدمه القيادات لموظفيها.

ختاماً

تجلى من خلال هذا العرض المفصَّل مدى أهمية المرونة في مكان العمل ومدى تأثير ذلك على كل من الموظفين والقادة في بيئة العمل، وللتعمق أكثر في هذا دراسة المرونة يمكنك استطلاع الدورات التدريبية التي تقدمها منصة نوليدج سيتي ضمن أكثر من 30 ألف فيديو تعليمي باللغتين العربية والإنجليزية مع توافر خيارات الدبلجة والتعريب، لعل من أبرز هذه الدورات التدريبية التكيف مع التغيير .بصفتك مديراً والمحافظة على المرونة

المقال التالي
المقال السابق
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اشترك في نشرتنا الدورية

انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.

حدد المواضيع التي ترغب في الاشتراك فيها