كيف يمكن دعم وتمكين المرأة في مجال التكنولوجيا وغيرها من مجالات العمل التي يهيمن عليها الرجال؟

كيف يمكن دعم وتمكين المرأة في مجال التكنولوجيا وغيرها من مجالات العمل التي يهيمن عليها الرجال؟

اعتباراً من عام 2019، وهو أحدث تاريخ صدرت فيه بيانات مماثلة عن “مكتب إحصاءات العمل”، تبلغ نسبة النساء العاملات 54,7 % من إجمالي القوى العاملة، ويشمل ذلك العاملات في وظائف بدوام كامل أو دوام جزئي أو وظائف حرة أو تعاقدية. ووفقاً لما نشرته مجلة “فوربس” شكلت النساء نسبة 58,4% من إجمالي القوى العاملة في عام 2022، وهي نسبة تقل عن تلك التي سُجلت قبل انتشار وباء كوفيد-19 والتي كانت 59,2% آنذاك.

لكن، رغم انتشار النساء في مختلف أماكن ومجالات العمل، إلا أنهن لا يزلن يحصلن على عائد مادي أقل ويشغلن وظائف ومناصب أقل أهمية ونفوذاً مقارنة بنظرائهن من الرجال الذين يتمتعون بنفس مستوى التعليم والخبرة. يشير “مكتب إحصاءات العمل” إلى أنه كلما صعدنا في السلم الوظيفي بهيكل الشركة كلما قل احتمال وجود نساء يشغلن مناصب قيادية.

كيف يمكن دعم وتمكين المرأة في مجال التكنولوجيا وغيرها من مجالات العمل التي يهيمن عليها الرجال؟

كيف يمكن دعم وتمكين المرأة في مجال التكنولوجيا وغيرها من مجالات العمل التي يهيمن عليها الرجال؟

إحصاءات عمل المرأة في الوظائف المتعلقة بالتكنولوجيا

طالما ساهمت النساء مساهمات كبيرة في مجال التكنولوجيا، حيث تُعد “آدا لوفليس” أول مبرمجي الحاسوب، كما كانت براعة “كاثرين جونسون” في مجال الرياضيات أمراً جوهرياً في نجاح رحلات ناسا الفضائية المأهولة، وغيرهما الكثير من النساء اللاتي لعبن دوراً بارزاً في اللحظات الحاسمة.

لكن، لا تعكس الإحصائيات الحالية المتعلقة بعمل المرأة في مجال التكنولوجيا الاحترام المناسب لتاريخ المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فمنذ عام 2021 لم تشغل النساء سوى 26% فقط من وظائف الحوسبة الاحترافية. ولا تتعدى نسبة النساء اللاتي يشغلن منصب الرئيس التنفيذي في مجال التكنولوجيا 13% فقط، وفقا للبيانات الصادرة عن المركز الوطني للمرأة وتكنولوجيا المعلومات.

يؤدي ضعف تمثيل المرأة إلى التقليل من قيمة عملها في مجال التكنولوجيا بشكل مباشر، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 56% من النساء يستقلن عندما يحين وقت استحقاقهن للترقية لمستوى الوظائف المتوسط، وهو ضعف نسبة الرجال الذين يتقدموا باستقالاتهم في هذه المرحلة من مسيرتهم المهنية، طبقاً للمركز الوطني للمرأة وتكنولوجيا المعلومات. ويؤدي ذلك إلى عدم استفادة 51% من النساء العاملات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهي نسبة صادمة، من درجاتهن العلمية بسبب اتجاههن لشغل وظائف أخرى خارج نطاق التكنولوجيا في نفس الشركة أو في شركة أخرى أو تفضيلهن الابتعاد عن العمل تماماً لفترة من الوقت.

يجب على شركات التكنولوجيا التي ترغب في التعرف على كيفية الاحتفاظ بمزيد من الموظفات استثمار الوقت في اكتشاف العوامل التي تدفع هؤلاء الموظفات للرحيل دون الاستفادة من مهاراتهن القيمة. تتمتع أماكن العمل التي تتسم بالشمولية بمجموعة من المزايا تتضمن رفع معدلات بقاء الموظفين وضمان رضاهم وتحقيق الأرباح.

مميزات توظيف المزيد من النساء

التنوع في مكان العمل يتجاوز كونه مجرد مفهوم لكلمة طنانة، لكنه التزام يؤدي إلى حصد مكاسب مؤكدة ويضع الشركات على الطريق لتحقيق النجاح لفترات ممتدة. السعي الحثيث لضم موظفين ينتمون لمجموعة مختلفة من الخلفيات والخبرات والعمل على الاحتفاظ بهم، يمنح تلك الشركات وجهات نظر جديدة وأفكار مبتكرة وابتكارات حديثة.

ومن مميزات توظيف المزيد من النساء:

  • استقطاب مستوى أعلى من الكفاءات والمواهب
  • رفع معدل رضا الموظفين
  • وضع حلول أكثر إبداعاً
  • بناء ثقافة مؤسسية أكثر إيجابية
  • تدعيم جهود مكافحة التحرش والتصدي للحوادث
  • تحسين مستوى الإنتاجية
  • بناء فرق عمل أكثر فاعلية
  • خفض معدلات الدوران الوظيفي
  • الحد من الاحتراق الوظيفي

يتطلب جني هذه الفوائد والمميزات مواجهة الشركات تحديات توظيف المرأة في مجال التكنولوجيا وغيرها من المجالات التي يزداد فيها تمثيل الرجال بدرجة كبيرة. لا يكفي مجرد توظيف المزيد من النساء على جميع المستويات، بل على الشركات أن تضع ثقافة تجعل المرأة تشعر بأن عملها مُلاحَظ ورأيها له أهميته وأنها تحصل على نفس التقدير الذي يحصل عليه نظراؤها من الرجال وتقف على قدم المساواة معهم. تلك البيئة المواتية تشجعهن على البقاء ومشاركة كفاءتهن ومواهبهن والشعور بالرضا الوظيفي عن فرص النمو المتاحة لهن.

التحديات التي تواجهها النساء في مجالات العمل الخاضعة لهيمنة الرجال

تواجه الموظفات في مجال التكنولوجيا، وغيرها من مجالات العمل الخاضعة لهيمنة الرجال، عدة تحديات كبرى، حيث تعبر العديد من النساء عن شعورهن بأن عليهن “التصرف كالرجال” للتأقلم مع أقرانهن، أو أنهن يتعرضون للشك في مدى كفاءتهن بسبب جنسهن (وعرقهن- في بعض الحالات).

غالباً ما تفيد الموظفات من الأمهات أو الراغبات في الإنجاب عن إجبارهن على الاختيار بين العمل والإنجاب، على عكس العديد من زملائهن في العمل من الآباء أو الراغبين في الإنجاب.

ومن التحديات الأخرى التي تواجهها النساء في أماكن العمل الخاضعة لهيمنة الرجال:

  • الحصول على أجر أقل
  • فرص أقل للتقدم الوظيفي
  • تجاهل شكواهن من التحرش الجنسي
  • استحقاقات إجازة الوضع أو رعاية الطفل غير مناسبة
  • التخلف عن زملائهن حال حصولهن على إجازة وضع أو رعاية الطفل
  • تلقي زملائهن من الرجال المديح عن عملهن
  • عدم وجود مرشدات أو موجهات في العمل

يجب على الموظفات أيضاً التزام الحذر في الجانب الشعوري والتعبيري في أماكن العمل التي يهيمن عليها الرجال، فعليهن التعامل بلطف دائماً ومراقبة مستوى شعورهن بالثقة في التعبير عن أنفسهن خشية أن يوصفن “بالتسلط”. واضطرار المرء للابتسام والموافقة وتجنب التعبير عن آرائه قد يكون أمراً محبطاً جداً.

من أفضل الطرق المتبعة لدعم النساء في أماكن العمل، إعادة هيكلة طرق العمل وثقافته التي عفا عليها الزمن.

طرق دعم النساء في مكان العمل

لدعم النساء في مجالات العمل الخاضعة لهيمنة الرجال، مثل التكنولوجيا، يجب أخذ التحديات التي تواجههن بأقصى قدر من الجدية. الشركات الملتزمة بتحقيق نمو حقيقي لا تكتفي بتأييد ودعم النساء كلامياً فقط في مكان العمل، بل تمارس ذلك التأييد والدعم علي أرض الواقع بشكل يومي ويتيقنون من تضمينه في كافة جوانب العمل في الشركة. تلك الشركات على علم تام بالإحصاءات وتقوم بإجراء التغييرات وفقاً لذلك، حتى لا تنضم إلى الجانب السلبي من تلك الإحصاءات.

أفضل طرق دعم النساء في العمل هي الإصغاء إلى مشكلاتهن والتحلي بما يكفي من فطنة لمواجهة تلك المشكلات بكفاءة وسرعة. من التعديلات والأفكار التي يجب وضعها في الاعتبار عند العمل على تحقيق التكافؤ بين الجنسين في مكان العمل والحفاظ عليه:

  • مساواة النساء في الأجور مع الرجال الذين يتمتعون بخبرات ومؤهلات تعليمية مماثلة لهن
  • النظر في ترقية النساء بشكل يتسم بالإنصاف
  • تدريب النساء على أداء الوظائف القيادية
  • السعي لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية من خلال إتاحة العمل عن بُعد أو اتباع أسلوب العمل المختلط أو ساعات العمل المرنة
  • عدم فرض جزاءات مهنية على الموظفات بسبب الحصول على إجازة الوضع أو رعاية الطفل
  • توفير المرشدات أو الموجهات
  • منح الأولوية لمبادرات التنوع والمساواة والشمولية
  • ضمان قدرة النساء على التحدث بحرية في الاجتماعات
  • ضمان تلقى النساء التقدير اللائق لجهودهن
  • وضع بروتوكولات صارمة لمكافحة التحرش

تعود العديد من المميزات والفوائد التي ترفع معدل بقاء النساء في العمل بالفائدة على الرجال أيضاً، لأن مبادرات التنوع والمساواة والشمولية الفعالة والإجازات الشخصية الممنوحة للآباء والأمهات وإجازات رعاية الطفل والتشجيع على تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الخاصة، جميعها تشكل حجر الزاوية في مكان عمل أكثر صحة بشكل عام.

ختاماً

الاهتمام باحتواء النساء في مكان العمل أمرٌ هام، حيث يهم النساء اللاتي يتم تعيينهن وتوظيفهن ويهم أيضاً الشركات التي تستفيد بالاحتفاظ بأفضل كفاءاتها. على الشركات الراغبة في تحقيق النجاح الاستفادة من الكفاءات المتميزة والأفكار المتطورة التي تأتي بها النساء، إذا كانت تلك الشركات حريصة على الصمود في ظل سوق عمل يشهد تنوعاً متنامياً وسريعاً في القوى العاملة.

نوليدج سيتي تستطيع مساعدتك في احتلال موقع الصدارة فيما يتعلق بقضية الشمولية. مع دوراتنا التدريبية عن دور المرأة والرجل في مكان العمل والشمولية وهوية النوع الاجتماعي والتعبير عنه، يمكنك العمل على تحويل بيئة العمل في شركتك إلى بيئة مفتوحة تهتم بقبول النساء والفئات الاجتماعية الأخرى غير الممثلة تمثيلاً عادلاً في مجالات العمل التي يهيمن عليها الرجال.

المقال التالي
المقال السابق
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اشترك في نشرتنا الدورية

انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.

حدد المواضيع التي ترغب في الاشتراك فيها